الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
حرفة النجارة من أكثر الحرف ارتباطاً بالفن لما فيه من إبداع، ونظراً لأهميته أصدر السيد الرئيس بشار الأسد المرسوم /38/ لعام 2021بتحويل المدارس المهنية إلى مراكز تدريب إنتاج بهدف بناء الأيدي العاملة المهنية والتقنية وإكسابها المهارات المطلوبة في سوق العمل وذلك عن طريق التدريب في بيئة عمل حقيقية، أقامت ثانوية أيهم إبراهيم المهنية بحمص معرضاً لنتاج طلاب حرفة النجارة في الثانوية.
رئيس قسم النجارة «محمود خليل» تحدث عن آلية العمل في الثانوية والتي يتم خلالها تعليم الطلاب كيفية العمل على الآلات وتصنيع الأثاث المنزلي حسب المقررات المدرسية وبعد صدور المرسوم رقم /٣٨/ زادوا من عملية الإنتاج وأدخلوا أشياء جديدة بغية تسويقها بسوق العمل الإنتاجي ..مبيناً أنه سابقاً لم يكن الطالب يستفيد مما يتدرب عليه بعكس مايجري الآن حيث مقتنيات المعرض مما صنعه طلابنا تحت إشرافنا، يتم بيعه، ويعود ريعه للطالب والمدرس والمدرسة..
أما معلم الحرفة بديع بلول فقال: تتألف الثانوية من سبع حرف: صيانة الأجهزة الطبية والكهرباء وميكانيك المركبات.
نقوم بتصنيع المقاعد المدرسية في المحافظة وطاولات الحاسوب وغرف نوم وطاولات المعلمين، وأبواب المنازل والمدارس كونها حرفاً إنتاجية..مشيراً إلى أن ما يقدمه طلابنا يفوق الدقة والمهنية الموجودة في السوق من حيث الجودة والمقاسات..
وعن حرفته الزخرفة الشرقية يقول تيسير محمود: نحن نهيئ الطلاب للخروج لسوق العمل كمحترف بدرجة جيدة ولكنه يحتاج بعض ممارسة العمل.. فيما أشار حمزة محمد شيماء لمقدار الفائدة والخبرة التي حصل عليها من تعلمه حرفة نجارة الأثاث والزخرفة لتكون ركيزة لدخوله سوق العمل والانخراط بالحياة العملية.
أما الطالب عبد الكريم العباس فأشاد بحرفته الحفر والكتابة بالخط العربي على الخشب، مشيراً للأثاث الذي قام مع زملائه بإنشائه بإشراف مدرسيه .
في لقاء مع مدير تربية حمص وليد المرعي أوضح، إن صدور القانون /38/ لعام 2021 هو دليل على الاهتمام بالتعليم المهني بمختلف مستوياته وأنماطه وانطلاقاً من الشعور والقناعة المتزايدة بأن أعداد القوى البشرية المدربة والقادرة على التعامل على التكنولوجيا المعاصرة وفي مختلف مستويات التخصص هو مفتاح النهضة الشاملة في كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وقد جاء هذا القانون استكمالاً لمرحلة تطوير مناهج التعليم المهني بكافة مستوياته ولتشجع طالب التعليم المهني وتقوية شخصيته وزيادة ثقته بنفسه ليكون قادراً على اتخاذ القرار بالدخول إلى سوق العمل مباشرة.
وتكمن أهمية القانون بالصلاحيات الواسعة التي أعطاها لمديري الثانويات المهنية لتنفيذ مشاريع عملية حقيقية تمكن الطالب من زيادة مهاراته العملية والانخراط بالعمل الحقيقي في سن مبكر والانتقال من مرحلة التطبيق التدريبي على المخابر إلى مرحلة التطبيق العملي، بالإضافة إلى أن هذه المشاريع يوزع ريعها على المدرسين والطلاب المشاركين في العملية الإنتاجية مما يسهم بإيجاد دخل للطالب يساعده في إتمام دراسته دون حاجة أهله، وتأمين دخل إضافي للمدرس، يساعده في تحسين وضعه المادي .
وأضاف بأن صدور القانون رقم /38/ لعام 2021 يعد انعطافه تاريخية في سبيل تطوير التعليم المهني .
كما أن القانون يهدف إلى تنظيم مسار التعليم المهني وتأمين كوادر عاملة مؤهلة تلبي حاجات سوق العمل في القطاع العام والخاص والمشترك بالإضافة إلى التدريب في بيئة العمل.
بعض الملاحظات
وخلال جولة في المدرسة لاحظنا وجود العديد من الآلات معطلة ومرمية بشكل مهمل، وقد لفتنا آلة كبيرة من الواضح أنها معطلة وعند الاستقصاء عن الأمر عرفت بأنها منشار إلكتروني إيطالي (CNC) وهو معطل منذ أحضر للمدرسة وبرغم قدوم العديد من اللجان الوزارية بقي الأمر دون حل وقد تمكنت اللجنة من تشغيله ولكن بلوحة كمبيوتر خارجية، يعود الأمر لخطأ في تصنيعه وعند البحث في النت عن معلومات عنه، وجدت بأنه نظام حاسوبي يستخدم في العمليات الصناعية والتصنيعية للتحكم في آلات القطع والحفر والتشكيل بدقة عالية باستخدام برامج حاسوبية معينة.. وهو يستخدم في مجموعة متنوعة من الصناعات بما في ذلك الصناعات الهندسية والتصنيعية والخشبية والمعدنية والزجاجية.
يعتبر المنشار الإلكتروني ذو المنشأ الإيطالي واحداً من العلامات التجارية الرائدة في هذا المجال، ويتميز بالدقة والكفاءة في العمليات الصناعية.. ويتم تحكمه بواسطة برامج حاسوبية متخصصة تتيح للمستخدمين تصميم المنتجات وتحويل التصاميم إلى رموز برمجية يمكن فهمها من قبل المنشار الإلكتروني.
وإن تشغيله يأخذ حرفة النجارة لمكان آخر ولمستويات متقدمة، ويمكن أن يختص الطالب بالعمل عليه في أي منشأه صناعية.