الثورة – عبير محمد:
تتسابق الأفكار المبدعة مع بعضها البعض لتجعل متطلبات دخول سوق العمل بحاجة لمؤهلات كبيرة ومهارات مختلفة وأحياناً إلى قدرات خاصة أكثر من أي وقت مضى.
وهنا لا بد من الإبداع والتميز والحرفية لاقتناص فرصة مناسبة في سوق العمل المنتج.
تختلف متطلبات دخول سوق العمل من بلد إلى آخر وذلك مرتبط بالمستوى الفكري والاقتصادي ومدى التطور العلمي للفرد وللمجتمع.
اختيار فرصة عمل في عصر التكنولوجيا سيصبح أكثر تعقيداً لأن دورة الإنتاج ستعتمد بشكل كلي على الآلة، وبالتالي سيصبح سوق العمل في المهن الخدمية كمهنة المدرس والممرض والنجار تتطلب تواجداً بدنياً وصحة جسدية قادرة على التواجد لوقت طويل في العمل في حين مردودها قليل إذا ما قورن بسوق العمل الإلكتروني والربح الكبير.
التسويق الإلكتروني
الترويج الإلكتروني لبضاعة أو فكرة ما، أصعب من أي وقت مضى، وفتحت الحياة على نمط معين على الأعمال لتصبح المخازن الإلكترونية، فجعلت من صاحب هذا المخزن الإلكتروني أو المسوق الإلكتروني عاملاً يمارس عمله من المنزل ولا يتطلب أي مكان أو مخزن لوضع بضاعته، وما عليه إلا التحكم من منزله للترويج لبضاعة إلكترونيه وإيصالها للعمل بطرق سلسة ومربحة على عكس المهن التي تتطلب وجود الشخص في مكان لممارسة عمله، وهنا يمكن القول بأن الترويج الإلكتروني لأي فكرة أو بضاعة سينتشر على نطاق واسع ويلغي متعة التسوق التقليدية وهذا يندرج أيضاً على كل الأعمال الإبداعية من موسيقا وغناء ودراما..وهنا يمكننا أن نتساءل عن قدرة الجيل الجديد من الدخول لهذا السوق.
الترويج والتدفق الإعلاني
إن عملية الترويج الإلكتروني المصاحبة لنشوء أسواق إلكترونية ساهمت بشكل أو بآخر بإلغاء القيمة والفائدة على سوية المنتج المعروض إلكترونياً فالترويج عبر الأنترنت ينتهك جودة المنتج ويدخل إلى الحياة بلا رقابة ولا يتطلب من ممارسي ذاك العمل الترويجي الكثير من التدقيق والتمعن قبل نشر منتجاته على نطاق واسع.
العمل التقليدي ومستوى الربح
وعن سؤالنا المهندسة المعمارية أروى محمد صاحبة الخبرة الطويلة في سوق العمل و ماذا قدمت لها،تقول:
أنا كمهندسة عمارة ومن خلال خبرتي الطويلة بالعمل أجد أن المهندس المعماري السوري ما زال بعيداً عن دخول مجال العمل الرقمي لعدم توافر البرامج المتاحة، ولكنني أرى أن عمله يجب أن يكون بالقرب من الشارع لمعرفة احتياجات الواقع.
إذ لا أحد ينكر أن العمل التقليدي أو ممارسة مهن بشكلها التقليدي متعب ويستهلك طاقة الإنسان الجسدية وغالب وقته وبالتالي لم يعد مربحاً ومردوده قليل، إذا ما قورن بالعمل الإلكتروني الذي يتيح له ممارسة أداء عمله من المنزل بواسطة اللابتوب ويؤمن ربحاً مادياً مريحاً .
أو إن لم نقل بأنه لم يعد حلم الكثير من الشباب الطامحين كغيرهم ممن يبحثون عن مستوى ربح مادي وتفوق معنوي يضمن لهم حياة مريحة ومضمونة.