الشـــاعر د.طــــلال الجنيبــــي: أبحـث عــــن الهويـــــة والاختــــــلاف

الثورة – سعاد زاهر:
الشاعر الإماراتي د. طلال الجنيبي، امتلك عوالمه الشعرية الخاصة، منذ التقيته في مهرجان الشعر العربي في الشارقة بدا أن لشعره نكهته الخاصة التي يجمع فيها بين الأصالة والمعاصرة، معتنيا بلغته الشعرية، والأهم أنه يمتلك روحية الشاعر وذائقة يتلسمها كل من يقرأ دوواينه العديدة “على ضفاف البوح”، “على قيد لحظة”، “الإمارات في القلب “زوايا باريسية”…
لطالما ينتقل بين المنابر الشعرية، حتى إن صفحته الشخصية تمتلئ بتنقلاته مزدهية بحضور شعري تلقفته العديد من اللغات حيث ترجمت أعماله إلى الإنكليزية، الفرنسية، الهندية، الإيطالية، الكردية، الأمازيغية، الفارسية، اليونانية، الروسية، الإسبانية.
نال العديد من الجوائز الأدبية والشّعرية منها: جائزة رئيس دولة الإمارات (خليفة الفخر) سنة 2015 لمجمل عطائه الفكري والإنساني، وجائزة أبو ظبي التقديرية عام 2015، للإنجاز الثقافي والمجتمعي، وجائزة راشد للتفوق العلمي في مناسبتين، وجائزة الشيخ زايد ..
كانت لنا معه الوقفة التالية، نتعرف عبرها على خصوصية عالمه الشعري.

• ماهي الهواجس التي تؤرق شعرك؟
•• الشعر هو حالة القلق المستمر، بحث دائم عن الاختلاف، بغية الوصول إلى رؤية تمضي بالقصيدة إلى حيث تتشكل الهوية، الهاجس الأهم الذي يؤرق شعري، هو البحث عن الاختلاف عن الهوية المختلفة، التي تثبت رؤية ومذاقاً وتفاصيلاً تعكس هوية الشاعر الحقيقي وبصمته الخاصة.
إن ترسيخ البصمة الخاصة، والهوية المميزة للشاعر هو الهاجس الأهم الذي يؤرق شعري على الدوام.
• أراك تنتقل بين المنابر الشعرية في مختلف البلدان العربية، ماذا تقدم لك هذه المنابر وماذا تقدم لها؟
•• للمنابر في كل تجربة وفي كل بلد لها مذاق مختلف من حيث التفاعل مع التجربة الشعرية، كل منبر يحمل سمات وطابعاً معيناً، مستقى من الجهة التي تقوم عليه.
الخصوصية تتبدى من التفاعل مع المنبر ومن يمثله ومن الجمهور الأمر الذي يجعل من التجربة لا تتكرر.
تتغير التجربة بتغير الأمكنة، والجمهور والبيئة الإبداعية، من هذا المنطلق فإن كل تجربة تضيف لرؤى الشاعر أبعاداً جديدة وتجعل من هذه المنابر المختلفة إضافات تتحكم في النتاجات والرؤى والأفكار والإبداع برؤيته العريضة ووجهه الأعم.
أقدم لها مثلما تقدم لي تفاعلاً يليق بحجم العطاء الذي قدمته عناصر هذا المنبر، التجربة الإبداعية كلما كانت في حالة ألق وتميز فإن عطاء الشاعر، يكون في أبهى وأزهى حالاته.
• التقيتك في مهرجان الشارقة للشعر العربي، وكانت لك وقفة شعرية، ما الذي يعنيه لك هذا المهرجان، وماذا يقدم للشعر العربي؟
•• مهرجان الشارقة من أهم مهرجانات الشعر العربي الفصيح على الإطلاق في هذه المرحلة، نظراً لما يقدمه من أسماء تمثل الصفوة في المشهد الشعري العربي، ومن خلال تنظيم ودعم لامحدود من قبل صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة يصبح لهذا المهرجان زخم كبير وقيمة لا تخفى على كل المتابعين للشعر في العالم العربي.
• في أحد الفيديوهات على صفحتك الشخصية، رأيتك أمام منزل الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، ماذا تعني لك تلك اللحظات…؟
•• زيارة منزل غابرييل غارسيا ماركيز في كولومبيا، كانت تجربة ثرية، حيث إن منزله تحول إلى متحف ومزار مهم يؤرخ لتجربته الإبداعية وحينما تتجول في أرجاء منزل مبدع وقامة بهذا الحجم، فإنك تستشعر في مكان يعج بتفاصيل ساهمت في خلق نتاج أحد أهم الأسماء الأدبية في القرن الماضي، الأمر الذي يبعث في روح المبدع حالة من التحليق الداخلي الذاتي، والتفكر في ما يحيط به، إن الإيحاء الإبداعي وايحاء المكان يحركان في ذات الشاعر المبدعة مكامن لا تخفى على من يدرك قيمة الذكرى والذاكرة والمكان والزمان.
• كيف ترى مكانة الشعر اليوم في عالم استهلاكي؟
•• تراجع الشعر في هذا الزمن الذي انتشرت فيه الثقافة الاستهلاكية وبطبيعة الحال، طغت في الكثير من الجوانب التي لا تمت للشعر الحقيقي بصلة على المشهد الشعري، ولكن يبقى الشعر هو ديوان العرب.
لا يمكن أن نتنكر لأثره في الثقافة العربية، الشعر لا يخبو حتى لو انتشرت الثقافة الاستهلاكية لكنه يبقى في الوجدان والضمير العربي أرى أن الشعر تأثر بالرؤية الاستهلاكية ولكنه يبقى في الضمير العربي، يبقى ذلك العنصر المهم جداً، الذي شكل الذائقة وساهم على مدى سنوات في تحريك المجتمعات، ولعب دوراً إعلامياً على مدى عصور، لذلك كان ولايزال ديوان العرب.
• كيف تحفز ذاتك على الاستمرار الشعري؟
•• التحفيز يأتي من خلال ما نستشعره من ردود أفعال على النتاجات وعلى ما نقدمه للمتلقي فحينما تشعر أن ما تقدمه كشاعر يلقى القبول والإعجاب، ويساهم في خلق التغيير ويبعث في الروح ما يجب أن يبتعث الشعر، فإنك تشعر أنك صاحب رسالة هامة وأنه يجب أن تستمر في عطائك حتى تتمكن من إيصال رسالتك وتصبح قادراً على إعطاء تجربتك ذلك الزخم والبعد المهم، الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بهذا الإدراك الهام.
• ماهي آفاق طموحاتك الإبداعية مستقبلاً؟
•• لا حدود للطموح مع الإبداع، إنه دوافع مستمرة للارتقاء بالتجرية، إلى حد غير نهائي وقمم متراكمة، نصعد عبرها إلى حيث لا حدود لأفق التجربة، إنه سعي نحو التميز والاختلاف والهوية الشعرية الخاصة.

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص