خمس دقائق كانت كافية عند الرئيس بشار الأسد ليعبر عن وجع الأمة وكانت كافية أيضا لاقتراح الحلول الاستراتيجية التي تخرج مجتمعاتنا من أزماتها المزمنة.
القمة العربية نجحت .. وكان لحضور السيد الرئيس بشار الأسد القيمة التي أضفت على أعمالها الجدية في الطرح بعد أن ملأ المكان هيبة سورية ومكانتها الطبيعية المتوارثة عبر الأجيال لأنها لم تكن يوماً تسعى إلى عروبة الأحضان .. بل كانت على الدوام تؤمن وتسعى إلى عروبة الانتماء.
نعم تجاوزت سورية الأم الماضي ووضعت جانباً “للظلم” الذي تعرضت له لمدة عقد ونيف من الزمن.
سورية بحجمها وموقعها واستراتيجيتها ومبادئها وكبريائها مكتوب عليها أن تضحي وتتحمل .. انطلاقاً من مسؤولية الأخ الكبير ..فهي قلب العروبة وفي قلبها.
رسائل عديدة أوصلها السيد الرئيس بشار الأسد كانت كفيلة بإعلان نجاح القمة.
المتابع لمؤتمرات القمة الماضية أدرك أن عودة سورية إلى مقعدها الطبيعي أعاد الروح إلى الجامعة العربية.
سورية لا تخشى في قول كلمة الحق لومة لائم، وهذا ما اتضح في كلمة الرئيس بشار الأسد عندما وصف الأخوانية والعثمانية والليبرالية.
أما لقاءات سيادته مع الرؤساء العرب فكانت إعلاناً مباشراً لنصر سورية … وما الترحيب الجامع لعودة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية إلا بداية لها تباشير أخرى ستتجلى خيوطها قريباً..
الرسالة الأخرى التي أراد الرئيس بشار الأسد إيصالها للعالم الغربي والأميركي كانت بقيام الوفد السوري بعدم وضع السماعات في أثناء كلمة رئيس أوكرانيا “زيلينسكي” ..
هي سياسة ربع الساعة الأخير التي تتقنها سورية.

السابق