الشخصيات الكوميدية التي أتقن المخرج الراحل هشام شربتجي صنعها في (يوميات مدير عام، هناء وجميل، أحلام أبو الهنا…) سنفتقدها، كلما عدنا لتلك المشهدية الكوميدية التي لطالما أضحكتنا، بسرها الغارق في بساطته، ولكنه في الوقت ذاته إنه السهل الممتنع.
عبر أكثر من أربعين عملاً قدم لنا الراحل أعمالاً درامية تراوحت ما بين المعاصر والكوميدي، رغم أن الوجه الأبرز الذي وصمت به دراماه هي الكوميديا، إلا أنه لطالما تمكن من تقديم دراما معاصرة لها نكهتها الخاصة مثل :(أسرار المدينة، أيامنا الحلوة، أنت عمري…)
الراحل هشام شربتجي من أهم المخرجين السوريين الذي عشنا مع دراماهم بصمة وخصوصية لافتة، تكاد تدركها منذ المشاهد الأولى لأعماله، بصمة لن ينساها صناع الدراما، وستكون معلما هاماً لكل محبي فنه.
أعماله التي شكلت ذاكرة جيل كامل، وأثرت على ذائقته ووعيه وهب لها الكثير من حياته وأعطاها الأولوية الأمر الذي أفقده الحياة العائلية المستقرة، خسارة حياته الاجتماعية كما كان يذكر دائماً هل عوضها عبر هذا المحبين والذين لطالما استمتعوا بكل ما قدم من فن وابداع .
اليوم برحيله تخسر الحركة الدرامية في سورية أبرز صناعها ورغم أنه قال يوما “لقد اكتشفت بعد رحلة طويلة أن الحياة أقصر من الحلم، وأنا أحب الحياة، لكني أيضاً أحب الموت لأنه شكل آخر للحياة”. إلا أننا نحن سنتذكره طويلاً، ونحن نتابع أعماله كأنه مر مثل الحلم، مدركين أنه باق في وجداننا من خلال كل تلك الكنوز الدرامية.