الثورة – رفاه الدروبي:
نراه واقفاً في بداية سوق الحميدية العريق، بقامته الطويلة ولباسه العربي التراثي المُكوَّن من الشروال والقميص والصدرية، ويعتمر طربوشه الأحمر حاملاً إبريق «التمر هندي» ينادي بصوته الرخيم كي يبيع ما في إبريقه، ويتبع ذلك بأغانٍ معروفة يُبدِّل بعض مفرداتها ليسقطها على شرابه اللذيذ والمنعش .
إنَّه ابن الشاغور العريق معمر العطار التقيناه فبدأ حديثه عن عشقه وحبّه لمهنته لأنها تراث الماضي والحاضر المرغوب من أغلب الفئات لحلاوته الممزوجة بالحموضة، لافتاً إلى أن «التمر هندي» يحتوي على مواد صحيَّة تُفيد الجسم، ويتمُّ تحضيره بوضعه داخل الماء من الصباح حتى المساء أو العكس ثم يُغلى على النار لفترة قصيرة لتعقيمه من الجراثيم، وفيما بعد يُصفَّى ويُزوَّد بالماء ويُحلَّى بالسكر، أما طريقة صنع شراب «العرق سوس» فأكد بأنه يُحضَّر دون إضافة مادة كربونات الصوديوم حيث تعطيه لوناً أسود كالحاً، وتُعتبر المادة الأساسية لرفع ضغط الجسم لدى شاربيه. من دونها يكون ذا لونٍ أشقر فاتح، ولا يترك أيَّ أعراض جانبية بل يُحقِّق الفوائد الصحيَّة المرجوَّة .
وأشار العطار إلى الفرق بين وعاء التمر هندي والعرق سوس ويُطلق عليه قربة وتكون مزوّدة بصنبورين الأول للماء والثاني لسكب الشراب، ويحمل البائع صحوناً نحاسيَّة يطرقها ببعضها البعض لإعلام العامَّة بوجوده، أمَّا وعاء التمر هندي فيُسمَّى إبريقاً.

التالي