الثورة – حسين صقر:
بات معروفاً بأن الرياضة بكل أشكالها عبارة عن موهبة تولد مع صاحبها، ولا يمكن أن يبدع شخص ما في هذا المجال إذا لم تتوافر لديه تلك الموهبة، لكن هذه الأخيرة بحاجة لاكتشافها في وقت مبكر ومن ثم توجيهها ورعايتها حتى يصبح صاحبها لاعباً محترفاً.
والمواهب الرياضية كثيرة، ويتميز وطننا بوجود الكثير منها، والأطفال بشكل خاص تنمو لديهم الموهبة أكثر من غيرهم، وخاصة في كرة القدم، تلك اللعبة الأكثر شعبية والتي يبدأها الطفل بين أقرانه في الشارع والحديقة وباحة المدرسة، وخلال حصص الفراغ.
لكن تلك المواهب تنتظر من يصقلها ويضعها في قالبها الخاص، حتى يأخذ صاحبها منحى صحيحاً، وهي بالتأكيد ليست بحاجة كبيرة مقارنة بما يصرف في التعاقد مع اللاعبين الأجانب من مرتب وبدل سكن وعلاج ومكافئة فوز وغير ذلك. ولو قدر لتلك المواهب وتم دعمها لنشأ جيل متقن لهواياته وتوجهاته.
من تلك المواهب الطفل علي علاء سليمان من محافظة اللاذقية، والذي تواصلت «الثورة»مع أسرته حيث أكدت أن طفلهم موهوب في كرة القدم منذ عمر الخامسة، وهو قادر على تنفيذ بعض الحركات اللافتة والتي تخدم ممارسته للعبة، وظهر شغفه بالكرة وظهر عليه التميز، ويمتلك موهبة قوية تدفعه لمتابعة كل ما يتعلق بالكرة والفرق وأسماء اللاعبين، والأندية الضخمة والمعروفة على مستوى دولي.
وأضافت أسرة الطفل سليمان أنهما قدموا كل الدعم اللازم لولدهم، ولم يثنهم ضعف الإمكانات عن متابعته وتشجيعه، وقالت والدة الطفل إن والده كان أول من دفع بموهبته قدماً حتى تكبر وتنضج وتستمر، وأنها هي من سلطت الضوء على الاهتمامات والهوايات الأخرى، كالحساب الذهني والميكانو والروبوت، واللغات وغير ذلك، موضحة أن هواية طفلها لكرة القدم لم تؤثر على تحصيله العلمي وتفوقه.
وقالت مها شقرة والدة الطفل:إن ابنها يمارس كرة القدم رغم صغر سنه، وقد انتسب لنادي تشرين، حيث لاحظ المدربون تميزه باللعب، وأضحى بعد فترة قصيرة من التدريب لاعباُ بين من يكبروه سناً بأربع سنوات.
وأضافت والدته أنه متفوق ووالده يتابعه من الخارج لأنه حالياً مسافر في الخارج لتحسين الوضع الاقتصادي، وقد وضعت عليه شرطاً بأن الكرة مقابل الدراسة، وأي تقصير سوف يتم حرمانه من اللعب، ولاسيما أنه ولدنا الوحيد وكل أحلامنا تتعلق عليه، موضحة أن الظروف المادية محدودة، وكانت أحد المعوقات التي واجهتنا لتسجيله في نواد خاصة، وهوايته كانت بالفطرة، ودون أي تدريب وتطورت لإعطائه إياها اهتماماته بالإضافة للدراسة.
بدوره قال الطفل علاء سليمان إن لديه مدرباً خاصاً، ولم ينتسب لأي ناد، ويرجو الدعم والمساعدة كي يحقق ما يصبو إليه، ولاسيما أن الدعم محدود، ولايقتصر ذلك عليه بشكل خاص،
ثم أردفت والدة الطفل أن ثمة مواهب لدى الكثير من الأطفال، ولديهم ملكات إبداعيه وخاصة بكل المجالات، ولاتقتصر على الرياضة، وهؤلاء جميعاً بحاجة للمتابعة والدعم وتهيئة الظروف المناسبة لإنجاحهم.
وأوضحت والدة الطفل أن صحة ولدها ممتازة ويمارس الرياضة بحب واستمرار، وهو كثير الحركة والنشاط، وبارع في السباحة والرماية والبينغ بونغ والبلياردو، وبالنسبة لكرة القدم أصبح لديه مشاركات على مستوى المحافظة، وهو هدّاف، كما يلعب خط وسط ورقمه ٧، وتم طلبه من ناديي تشرين وحطين، واليوم ينتسب لنادي الشبابyouth team، وعبرت شقرة عن فخرها بولدها، الذي يبادل والديه نفس الشعور.