رغم مرور عدة أيام على انتهاء أعمال مؤتمر القمة العربية الذي عقد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية ما زالت كلمة السيد الرئيس بشار الأسد تلقى المزيد من اهتمام وسائل الإعلام العربية و الدولية والمحللين السياسيين، الأمر الذي يعكس أهمية دور سورية في العالم العربي وثقلها السياسي لاسيما وأنها قاومت المؤامرات الأميركية والغربية أكثر من 12عاماً، وأفشلت مخططات الأعداء التقسيمة ليكون ذلك بمثابة رسالة للعالم أجمع أن سورية كانت وما زالت قوية بشعبها وجيشها وقيادتها.
الكلمة التي ألقاها الرئيس الأسد والتي لخص خلالها مشكلات الأمة العربية وطريق الخلاص منها أثارت الكثير من الاهتمام لدى الأوساط السياسية والإعلامية لما لها من دلالات وما تتضمنه من رسائل نذكر منها زيادة التضامن العربي وعروبة الانتماء لا عروبة الأحضان وعدم التدخل الخارجي في شؤون الدول العربية وضرورة أن تأخذ الأمة العربية مكانها ودورها في هذا العالم الجديد متعدد الأقطاب حتى لا تغرق في الأزمات ولا تغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب.
الحضور السوري الذي كان محط ترحيب وسعادة ملوك ورؤساء الدول العربية في القمة العربية يشكل بداية لمرحلة جديدة وجدية من العمل العربي المشترك، كما يدل على الوعي الجمعي العربي لأهمية وحدة الصف العربي وحساسية المرحلة المقبلة وخطورتها وأهمية زيادة التعاون العربي بما يعود بالفائدة على مصالح الأمة العربية وهو ما يأمله الشعب العربي في ظل التكتلات والأحداث المتسارعة في المنطقة والعالم.
يحذونا الأمل بأن تكون هذه القمة المهمة بداية لمرحلة جديدة من الوعي العربي لأهمية التخلص من الهيمنة الاستعمارية ولجم التدخلات الاستعمارية بالشؤون الداخلية للدول العربية، لاسيما وأن هذه القمة عقدت في دولة عربية لها ثقلها وأهميتها في وجدان وضمير كل عربي وفي ظل قيادة شابة وطموحة لسمو ولي العهد محمد بن سلمان والتي تعمل على لمّ الشمل وبالتالي يكون التنسيق مع سورية والبلدان العربية بداية لزيادة التعاون والتضامن العربي وصولاً لبناء مستقبل جديد بقرار سيادي مستقل يحفظ حقوق الشعب العربي ويتصدى لمخاطر الدول الاستعمارية التي تزرع الفتن وتسرق خيرات وثروات الأمة العربية وبما يشكل للعرب وزناً إقليمياً ودولياً يحسب له ألف حساب في القضايا الإقليمية والدولية.