ظافر أحمد أحمد:
التباس ما في ذهنية البعض تتعلق بالسؤال: هل انتهت الحرب على سورية؟
يوجد سوريون مقتنعون أنّ الحرب العسكرية انتهت أو شبه منتهية بينما الحرب الاقتصادية هي المستعرة، وآخرون يقتنعون أنّ الحرب الاقتصادية أيضا شبه منتهية في ضوء انفراجات قريبة ومنتظرة.
تتنوع صيغة أسئلة سوريي الداخل والخارج وهم في مرحلة جديدة من تغير سياسي دولي تجاه سورية أقلّه في المحيط العربي والإقليم المجاور.. وتستوجب التذكير بأهم العلامات الفارقة للواقع السوري الحالي، وهي وإن اختلفت عن واقع أعوام بداية الحرب، ترتب على السوريين واجبات متواصلة لتجاوز المصاعب والمصائب التي يتعرضون لها، وليحسنون الحكم على طروحات تسخن مجددا تسمى “وصفات دولية” للحل في سورية.
أهم علامة فارقة هي أنّ الثروة النفطية السورية التي هي عماد الاقتصاد الوطني تقع منذ سنوات تحت سيطرة الاحتلال الأميركي في منطقة الجزيرة السورية..، ويرعى الاحتلال أدوات له منتشرة في تلك المنطقة إذ يتكفل مع عملائه بحرمان السوريين من أهم ثرواتهم وفي تفصيلاتها قمح الجزيرة..
ومن فظائع الاحتلال الأميركي إقامته لعشرات القواعد اللاشرعية بغية الإشراف على سرقة الثروات السورية إضافة إلى المهمات العسكرية لبعض القواعد خصوصا (التنف) المختصة برعاية وتدريب الإرهابيين بمن فيهم من تبقى من فلول قيادات داعش لتوظيفهم كورقة ضغط على الدولة السورية.
كما لا يخفى على أحد واقع القسم الأكبر من الرقة المدمرة وأجزاء من الريف الحلبي والقسم الأكبر من محافظة إدلب الخارجة عن سيطرة الدولة السورية وتنتشر فيها تنظيمات إرهابية وعملاء محليون ومتعددو الجنسيات يتنافسون في لعبة ازدواجية التبعية لقواعد الاحتلالين الأميركي والتركي التي تنتهك السيادة السورية.
ويدخل في إحداثيات المشهد السوري عنف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وهي اعتداءات يقوم بها أساسا احتلال استيطاني لفلسطين والجولان العربي السوري، ويخطط العدو دائماً لجعل الجولان منطقة استيطان له أيضا في مفهوم أخطر من مصطلح السيطرة المباشرة عليها.
كثيرة التفاصيل الخاصة بالشأن السوري، ولكن على الرغم من تعقدها فإنّ واجب المقاومة الشعبية للاحتلال الأميركي تزداد أولويته، فأقوى حل يخفف جدا من شدة الحرب الاقتصادية على سورية أن تستعيد نفط وقمح الجزيرة، فالمقاومة الشعبية عندما تنبع من المجتمع المحلي تستنزف أي احتلال، وتتكفل بتحصين السيادة السورية على الجزيرة وكل شبر آخر من الأراضي السورية، وخلاصة القول أمامنا واجبات كبرى ومتواصلة على السوريين وكأولوية كبرى تتركز على وجوب خروج الاحتلال الأميركي والتركي.
السابق