أملنــــا يشــــــرقُ مـــــن ســـــــوريّة.. أدباء: انتماؤنا للعروبة لا تغيره الأماكن ولا تشرذمُه العناوين
الثورة – رنا بدري سلوم:
«من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققّة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل» تساءل سيّد الوطن من ثم أجاب بشعارٍ حمله إلى القمّة العربيّة في جدّة، شعار أطلقه منذ أن انتخبه شعبه رئيساً للجمهورية العربية السورية وهو بالأمس القريب يبدأ به كلمته على مرأى العالم وينهيها به: «نعقد هذه القمّة في عالم مضطرب فإن الأمل يرتفع في ظل التقارب العربي العربي والعربي الإقليمي والدولي والذي توّج بهذه القمة والتي أتمنى أن تشكل بداية مرحلة جديدة للعمل العربي للتضامن فيما بيننا للسلام في منطقتنا للتنمية والازدهار بدلاً من الحرب والدمار».
بهذا الكمّ من الأمل والتفاؤل والاندفاع إلى العمل وجه السيّد الرئيس بشار الأسد كلمته للعالم، أننا أبناء النور والحياة وقضيّة انتمائنا لا يمكن اقتلاعها على مرّ الأزمان، لاتغيرها الأماكن ولا تشرذمها العناوين.. هذا ما استقيته من كلمة سيّد الوطن، فماذا عن الأدباء والشعراء كيف تلقوا كلمته في القمّة العربية لاسيما أنه تحدث عن الهوية والانتماء، ومحاربة الليبرالية الجديدة.
رؤية واضحة الملامح
عضو اتحاد الكتاب العرب الناقد والباحث الدكتور عبدالله الشاهر أشار إلى أن السيد الرئيس بشار الأسد لخص في كلمته أمام قمة جدة كل القضايا العربية والإقليمية والدولية وقد أعطى العلاج الناجع.. فقد طرح المشكلات العربية وحقيقة الانتماء لا الأحضان وركّز على معالجة الأمراض العربية وأشار فيها إلى مخاطر الإقليم من خلال الخطر الصهيوني والدور الأميركي في المنطقة العربية والليبرالية الجديدة ومحاربتها، وهنا لابد من الوقوف عند محاربة الليبرالية الجديدة وكيف أن السيد الرئيس طرحها بهذه القوة ذلك لأن الليبرالية الجديدة تعني إطلاق حرية الأفراد وتقيض دور الحكومات وهذا يعني إنهاء دور الأغلبية لإثراء الأقلية حسب قوانين السوق الحر فقد لعبت الليبرالية الجديدة دوراً رئيساً في الكثير من الأزمات.. وختم الشاهر قوله: النقطة المهمة في كلمة السيد الرئيس هي مراجعة شاملة لهيكلية الجامعة العربية والآليات التي ترتكز عليها وهي دعوة ضرورية كي تكون الجامعة العربية شاملة وفي الحقيقة أن كلمة السيد الرئيس معبرة وذات أبعاد كبيرة لا يمكن أن يحيطها مقال والجوانب التي أوردها في كلمته كانت تعبيراً عن واقع ورؤية واضحة الطموح.
العروبة فكراً لا حضناً
تحدث الشاعر قصي ميهوب عن الإمبريالية العالمية التي دأبت في السنواتِ الأخيرة على نشر أفكارها الهدَّامة للقيم الإنسانية، وفرضها فرضاً لا أخلاقياً على دول وشعوب العالم، وعلى رأس تلك الأفكار: «الليبرالية الحديثة» إما بالترهيب أو بالترغيب تحت شعارهم المزيَّف «الديمقراطية والحرية»..قائلاً إنَّ خطورةَ الليبرالية الحديثة ليس التفكك الاجتماعي والأخلاقي فقط إنما يصل حدَّ حريّة التخلِّي عن الأرض بانتهاك العرض، حتى باتت الأصوات من هنا وهناك تفضِّلُ دولاً أخرى على بلدانها، وشعوباً لا تعرف عنها شيئاً سوى الظاهر الطامر لباطنها العفن على أصالة وفطرة شعبها النبيلة، فتفقد الأمة هويتها وانتماءَها رويداً رويداً حتى تتلاشى، وتدخلَ نادي الأمم الغابرة.. مؤكداً أنَّ الأفكار التي يتبنَّاها الفرد هي التي تحدِّدُ شكلَ هويته، ولونَ انتمائهِ، وهي التي تشكِّلُ عقيدةَ وجوده، ودونها لا وجودَ لهُ.
انعكاساتها على حياتنا المعيشية
من وجهة نظر عضو اتحاد الكتاب العرب الشاعر عبّاس حيروقة إن كانت الجامعة العربية تعني الحضن كما قال السيد الرئيس بشار الأسد فقد كنا نؤكد عليه من خلال مقالاتنا ولقاءاتنا وحواراتنا بتعزيز الانتماء العروبي وإن سورية لم تترك الجامعة العربية بل كانت في مجمل خطاباتها تؤكد على نهج الانتماء رغم انقطاعنا عن الجامعة طوال سنوات الحرب. وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته في قمّة جدة « العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم».
ويتابع حيروقة: إننا كسوريين سنطوي في هذه القمّة صفحة مؤلمة، و ننتظر المستجدات السياسيّة والتقارب العربي الدولي الذي من شأنه أن يصدر عنه قرارات كرفع الحصار والعقوبات التي كانت مسلطة على رقابنا كسوريين ولا نزال ندفع ثمنها غالياً، وأكد حيروقة: إن وجودنا في القمّة العربية دليل انتصار لنا جميعاً دون استثناء، بدءاً من الشهيد الذي ضحى بروحه لإعلاء كلمة الحق وصولاً إلى المواطن الذي لا يزال مؤمناً بقضيته بعد خساراته الجمّة في الحجر والبشر ولا يزال يعاني ما يعانيه.
وختم حيروقة بالقول: من يقرأ تاريخ سورية سيصل إلى نتيجة أننا صنّاع الحضارات والعقل السوري الأول وهو ما أثبتناه على مرّ العصور، ولسنا أبناء الحياة وحسب بل صنّاع الحياة، وهذا ما أثبته الشعب السوري ككل خلال سنوات الحرب.