يأبى دورينا الكروي أن يخرج من عباءة العجائبية،ويرفض التخلص من مشاهده التي تحيّر الألباب،فهو مخلص جداً لعهده، بالبقاء في دائرة ضيقة من المهاترات وتبادل الاتهامات،والتشكيك في كلّ شيء،نعم كلّ شيء تحت نيران الظنون،وفي مرمى النقد الهادف لجعل الجميع في القفص ، فلا حصانة لأحد من اتهامه بالتلاعب أو التواطؤ وشراء الذمم،وكأننا صرنا في بازار مجنون،لاصوت يعلو فيه على صوت المكاسب والأرباح.
وقد ساهمت منصات التواصل والمواقع الالكترونية في تأجيج الشعور بوجود تخاذل هنا،أو تواطؤ هناك،أو تطبيق نتائج أو استصدار قرارات اتحادية،من شأنها أن تقدم خدمات جليلة لهذا النادي أو ذاك،على حساب هذا النادي أوذاك،وعلى هذه المنصات تجد مرافعات ودفوعات تشبه ما يقدّمه المحامون في مرافعاتهم من تبرئة لموكليهم واعتبارهم ملائكة تمشي على الأرض،وشيطنة الخصوم في آن معاً..
فنادي الوثبة مثلاً،اتهم حارس مرمى فريقه بالتخاذل وتعمد خسارة فريقه أمام الفتوة في الأسبوع الماضي،ما دفع الحارس لبيان حقه في مقاضاة ناديه،بتهمة القدح والتشهير “المفبركة”، وبالطبع فإن هذا الأمر له انعكاسات كثيرة،وخصوصاً على نادي الأهلي وجماهيره،لكونه المنافس الوحيد للفتوة على اللقب!!
لاندري إن كانت اتهامات نادي الوثبة لحارس مرماه صحيحة ومحقة،لكننا نعي جيداً أن إثارة القضية وطرحها في هذا الوقت الحساس،وعلى بعد مرحلة واحدة من انتهاء الدوري الكروي الممتاز،ليس في مصلحة أحد،وخصوصاً نادي الوثبة نفسه غير المتهم ببيع المباراة تلك،ناهيك أن النادي لاينافس على اللقب،ولاحتى للهروب من شبح الهبوط.