الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
لم تهتم العلوم الإنسانية بمصطلح ما كما فعلت مع مصطلح الهوية مقروناً بالانتماء..الهوية الثقافية والسياسية والوطنية وما في قائمة المصطلح من تفريعات لم تستقر على تعريف جامع مانع ..
وهذه طبيعة العلوم الاجتماعية دائماً يحكمها عامل النزعة الإنسانية فلا تقف عند حدّ صارم .
وإن كان الكثير من الباحثين يتفقون على تعريف للهوية يقول : هي وعيك ما أنت عليه الآن ..أي وعيك انتماءك ولغتك تاريخك مجتمعك تطلعاتك ..أي تعرف من أنت وما تريد وما المجتمع الذي تنتمي إليه وتعمل من أجل تحقيق أهدافه…وعندما تعي ذلك يصعب اختراقك وتحافظ على انتمائك أما اذا لم تكن تعي ذلك فهويتك مسطحة سهلة الانقياد والتغير وسهلة الاختراق ..وربما كان توماس فريدمان يشير إلى ذلك في كتابه ( العالم مستو) أي قابل وسهل الاختراق من قبل العولمة الأميركية التي تجهد الآن لتصل إلى ما تريد لكن العالم المستوي لم يعد كذلك ..بالانتماء والهوية الأصيلة المتجذرة بالعمل والوعي تقاوم الشعوب محاولات التسطيح والغزو ..
والهوية كونها وعياً للذات يعني ذلك بالضرورة أنها ليست ثابتة بل متطورة بشكل يفترض انه إيجابي وجمودها يعني التقوقع لابدّ انها فاعلة ومتفاعلة على أسس صلبة مرنة هي مقوماتها مثل اللغة والتاريخ وما إلى ذلك .
العدد 1146 – 6-6-2023