ليس لأن سورية وطن أولاً لكل إنسان على وجه الأرض قبل وطنه الآن، فمنها كما يقر العلم كانت الموطن الأول لكل حضارة وإبداع وغير ذلك.
لأن سورية متحف في الهواء الطلق، وقد تم الكشف فيها حتى الآن عن أكثر من عشرة آلاف موقع أثري.. غير تلك التي لم تكتشف بعد ومازالت عمليات التنقيب مستمرة فتحت كل متر من تراب سورية ثمة حكاية ورواية مكان ما.
صحيح أن عاديات الزمن تركت أثرها على الكثير من آثارنا، ولاسيما في الحرب العدوانية التي شنتها قوى الإرهاب والتطرفب بدعم خارجي طالت الحجر والبشر، واستهدفت الآثار بشكل ممنهج ومدروس وبعدها كان الزلزال الذي ضرب المنطقة.
ومع هذا كله كانت إرادة الشعب السوري قوية وجبارة إذ سارع إلى ترميم ما هدموه، وعمل على صونه واقتطع من لقمة خبزه ليوفر الإمكانات لذلك.
فهذا إرث حضاري سوري عالمي يجب أن يكون للعالم كله مساهمة فعالة في الحفاظ عليه وصونه ولهذا كله يعقد في المتحف الوطني “المؤتمر الدولي لبحث آخر نتائج الأبحاث الأثرية السورية وتداعيات الزلزال” برعاية وزارة الثقافة ومؤسساتها المعنية التي تعمل وتثابر في هذا الاتجاه لإيمانها بأن الحفاظ على آثارنا بمثابة الحفاظ على أرواحنا، ولاسيما أن تلك الآثار هي حضارتنا وإنسانيتنا التي بها نفخر ونعتز.
ماشاهدناه في المؤتمر دليل على أن سورية ليست وحيدة في سعيها لحماية تراثها، وإنما هناك جهود جبارة ممًن يدركون ويؤمنون بقيمة هذا التراث وموقعه المرموق على خريطة التراث العالمي.