لم يعد يقتصر عملهم في الأسواق، بل ينتشرون أمام أماكن العمل الرسمية لتقديم خدماتهم، وكذلك في الكراجات ومراكز الانطلاق، حيث يعملون على اجتذاب الزبائن للتعامل مع مكتب أو شركة معينة، ويرمون أنفسهم ويدعون الزبائن بالكلام المعسول تارة، وتارةً يستخدمون أيديهم في شدّ الزبائن.. أو يقومون بالتطفل على المسافرين ومحاولة سحب حقائبهم لحملها ومساعدتهم فيها.
“الشقيعة”.. “الوشيشة”.. “السحيبة” وغيرها من صفات لشبان ينتشرون في العديد من الأماكن يحاولون إقناع المواطنين بالتوجه لمحل أو صالة بيع محددة أو مكتب لإجراء معاملاتهم وغير ذلك.. وقد بات ملحوظاً كثرة عددهم وصغر أعمارهم.
شبان وجدوا في تلك المهنة مصدر دخلٍ وعملاً يسيراً ومربحاً في الوقت نفسه، حيث لا تتطلب شهادات أو لغات أو خبرات، سوى اللسان الطليق والكلام المعسول، وتعلم بعض المفردات من لغات أخرى تسهل اجتذاب الزبائن الأجانب.. فالوقوف في السوق يومياً وحده كفيل بمنح الخبرة لهم، وبالتالي يتقاضون نسبة من الأرباح عن كل زبون يجذبونه.
ينشط عملهم كثيراً في مواسم معينة مثل الأعياد، ويتقاضون أجرهم بشكل يومي، إلا أنه قد يلجأ البعض لسحب الزبائن من أيديهم أو دفعهم للذهاب إلى المحل، وقد يتعدى نطاق الكلام المستخدم مع السيدات حدود وصف البضاعة إلى كلام غير مقبول، .فيتعرضون للشتم من قبل بعض الزبائن الذين يتضايقون منهم ولا يتقبلون تصرفاتهم.
قد يرى بعض الأشخاص ممن يقدمون خدمات اقتصادية أو مجتمعية أو الباعة في الأسواق العامة، أن عمل هؤلاء مهم جداً لهم، من خلال التعريف بالخدمات أو البضاعة وشد الزبائن، والوصول إلى محالهم، إلا أنه وفي المقابل الكثيرون لا يعتبرون انتشارهم في الأسواق العامة بالأمر الجديد لاستغلال حاجات الآخرين وتسيير أعمالهم بطرق غير إنسانية في بعض المواقف.
ليست المشكلة بهذه المهنة بحد ذاتها من حيث أنها مصدر للرزق، بل على مستوى الأخلاقيات أو العاملين فيها، فعلى الرغم من أهمية هذا الجانب فيجب أن يكون أسلوب جذب الزبائن عبر الكلمة اللطيفة والمشجعة دون تجاوز حدود الأدب والأخلاق، ما يعكس السمعة والصفات عن أماكن عملهم.