الثورة _ سلوى إسماعيل الديب:
قاص وروائي وعضو اتحاد الكتّاب العرب جمعية القصة والرواية، لديه أربع مجموعات قصصية وثلاث روايات وأربع كتب نقدية أدبية وتوثيقة، ترجمت روايته «رصاص في حمص القديمة» إلى اللغة الروسية، كنموذج للحرب الظالمة على سورية، نقف اليوم أمام أحدث رواية جديدة للأديب عيسى إسماعيل «من أجل بيسان»، حيث تناولها الأديب «راتب إدريس « بدراسة نقدية على منبر فرع حمص الاتحاد الكتاب العرب، بحضور نخبة من رواد الاتحاد وأعضائه.
يقول إدريس: تحكي الرواية قصة الشاب السوري الريفي «عابد الحلو» الذي انتقل ليدرس اللغة الإنكليزية في دمشق، فأنبهر بجمالها وعشق طبيعتها وتنوعها، ليتعرف على زميلته وصال وتنشأ بينه وبينها علاقة حبّ لكنها لم تستمر نتيجة لظروف أسرية تجبرها على الزواج من قريبها، ثم تنشأ قصة حبّ بينه وبين بيسان «الفتاة الفلسطينية».
تتخلل الرواية رسائل ذات مدلولات مهمة، تكشف عن مناخ الحامل الاجتماعي في مرحلة ثمانينات القرن الماضي، أذكر منها: نحن القادمين من أقاصي الريف، من البيئة الفلاحية نجهل أنواع العطر ولغته.
يتصاعد البناء الدراميّ في الرواية من الهموم الصغيرة إلى الأحداث المصيرية ثم الانفراج فالحل، وتتقدم البنى الاجتماعية والنفسية والمكان والزمان والأحداث كمصادر لمؤثرات الرواية بلغة سلسة سهلة وصفية في أغلب مواقعها، ليجيء ما تريده طازجاً على منهج الأدب الواقعي بموضوعية وصدق مؤرخة الأحداث، وكاسبة بذلك رغبة التلقّي وإمكانية التوصيل، واستحضرت بعض التضمينات والتداعيات، وتيارات اللاوعي.
الرواية تبدو واقعية بأسلوبها وتجربة شخصية صادقة من خلال ضمير المتكلم وتوثيقه وقد جانب المؤلف زخم التعابير والتكثيف الدلاليَّ وطرق متنوعة للرواية المعاصرة من توظيف الأساطير مثلاً أو تداخل الأزمنة أو استخدام الحلم.
وهناك حاجة لاتساع الفضاء الدلالي الذي يتضمنه سرد الأحداث في الفضاء الحكائي الكبير للرواية ليغدو الأثر طاغياً على الوصف.
وأضاف: تُقدم الرواية بدفقات متقطعة بلغ عددها ست وعشرين متتالية يربط بينها خطوط التواصل الروائي آخذة من القصة القصيرة طولها وبعض ملامحها، كما أن بعض عناوينها لا تبدو ذات علاقة وثيقة بمضمون الرواية وإنما بالأصل يرتبط بعلاقة غير مباشرة مثال قصة الأفعى التي تكشف استصلاح الأراضي في الريف بما يؤسس لتفاؤل عابد بالمستقبل فيما بعد بالعودة إلى القرية.
أما الزمن فالكاتب يوظف آخر زمن من الحكاية في بداية السرد كتهيئة عبر الاستئناس بالذكريات ثم لتتسلسل الأحداث باطراد مع الزمن حتى نهاية الحكاية ويوظف الفعل المضارع في مطالع المقاطع بما يوحي بحركية النص وحضوره.
كما تلونت الرواية بالأحداث الرشيقة فلم تعرقل أحداثها، وتمكنت أن تكون شيقة طريفة في بعض مواقعها.
ويختم إدريس قائلاً: يتسلل الوطن بقوة في الرواية، يغوص أبطالها حباً وحنيناً في بداية الثمانينات، حيث أعيد ترتيب خرائط قضايا مصيرية في المنطقة العربية كشفت الرواية عن أسباب ونتائج، استغرقت الزمن والمكان بمجمل طاقتهما شممنا رائحة الأماكن من خلال التعابير عنها، وما تحضره من ذاكرة جمعية.
فالرواية غلب عليها التوثيق الذي يلزمه عمل مضن وحساس إضافة إلى تقصّ وحيادية.
