ثورة أون لاين – علي نصر الله: لا شيء في الكون يسمح لعاقل فهم أو تفهم العلاقة التي تربط الغرب بنظم الجهل والاستبداد في دويلات النفط بالخليج الا اذا انطلق من حقيقة أن لهذه النظم البدائية الحاكمة دورا واحدا ووحيدا تؤديه لمصلحة الصهيونية العالمية .
ولأنها تقوم بذلك الدور ، ولأنها تؤديه باتقان غير متوقع يمكن التغاضي عن كل موبقاتها ، بل ينبغي بذل وفعل المستحيلات لحمايتها وضمان بقائها ، ذلك أنه ما من ضمانات بأن ترقى البدائل أيا كانت الى مستوى الخدمة التي تقدمها لاسرائيل والغرب المتصهين ، ولن تكون أو تمتلك البدائل في أحسن الأحوال القوة التدميرية التي تعمل من الداخل لتمزيق العرب والابقاء على حالة الضعف والتخلف التي من شأنها أن تبقي العرب لعقود خارج كل الحسابات ، فيما يسجل الآخر خطوات وقفزات نوعية في جميع الاتجاهات .
هذا واقع حال دويلات الخليج من دون استثناء وان كانت قطر والسعودية تمثلان النموذج حيث لا يتقدم عليهما أحد لجهة العمل على تدمير العرب والاسلام من الداخل ، ففضلا عن تبديد الثروات الفلكية وحرمان الشعوب العربية والاسلامية منها يضعها – النموذج القطري السعودي – بتصرف الغرب ومؤسساته الصهيونية ، وهو ما يجعل السعودية وقطر تدمران بزمن قياسي ما عجزت الماسونية والغرب عن تدميره خلال عقود من العمل الاستخباراتي والعملاني .
وللذين ما زالوا يعتقدون بأن للاعلام السعودي القطري ( العربية والجزيرة تحديدا ) مشروعية ما ، نقول انظروا الى توصيف مثقفي الغرب لهذا الاعلام ، فالجزيرة هي أم الاعلام الماسوني الموجه ، والعربية هي معول الهدم الأهم في تاريخ العرب والمسلمين .
هكذا ينظر مثقفو الغرب للاعلام الذي أنشأه ، وهكذا يفهم الغرب الرسالة والدور المناط بحكام هذين البلدين ، حيث تزيد هذه النظرة في وضوح واتضاح الصورة التي تسمح بالتعرف على أسباب التغاضي عن الاستبداد والعسف في امارات النفط ، والعمل على حماية نظم الجاهلية البائدة فيها.
بالتأكيد لم يكن تاريخ نشأة الجزيرة والعربية نقطة الصفر التي بدأ معها حكام قطر والسعودية العمل في خدمة الماسونية ، وانما كانت النقطة الأهم لأنها الأقل تكلفة والأكثر تأثيرا ، وهو الأمر الذي تجري تحليل نتائجه بهذه الأثناء في مراكز الأبحاث ومواقع صناعة القرار في الغرب بدءا مما تحقق في العراق الى السودان ومصر وليبيا واليمن وفلسطين ولبنان على أن سورية تبقى الجائزة الكبرى التي تنظر اليها الماسونية والصهيونية العالمية .
هذا المذهب في قراءة الوقائع وحده ما يقود الى معرفة أسباب ومسوغات الحرب الكونية التي تشن على سورية ، وهذا المذهب في التحليل وحده ما يقود الى معرفة أهمية انتصار سورية الذي أنتج حتى الآن ما أنتجه من ملامح حقيقية تؤشر لولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب ستجد الولايات المتحدة نفسها معه أمام خيارات محدودة ، وستجد امارات النفط ( خدام الماسونية ) نفسها ترمى كما ترمى نفايات المطاعم الى الكلاب .
ali.na_66@yahoo.com