ثورة اون لاين: لايظنن أحد أن مايجري اليوم في سورية أو أي دولة عربية وليد اليوم أوالأمس وأنه قضية إصلاح وديمقراطية كما يدعون.. الأمر أبعد من ذلك بكثير فهو صفحة من مخطط طويل بدأ منذ بداية القرن المنصرم حين بدأت اليقظة العربية، وشحذ العرب الهمم للنهوض والانطلاق نحو ركب الحضارة.
منذ صرخة ابراهيم اليازجي تنبهوا واستفيقوا أيها العرب… المؤامرة تتخذ كل يوم شكلاً جديداً وتطور وسائلها وأدواتها، ويبدو أننا لانقرأ في ثنايا التاريخ وإذا قرأنا فنحن لانتعظ، نمر أمام الحدث وكأنه صار ماضياً.. يشير هاشم عثمان في كتابه: تاريخ سورية الحديث إلى أن صحفياً فرنسياً سأل الجنرال الفرنسي ويغان لماذا تخليت عن لواء الاسكندرون لتركيا؟ فأجاب: إن وجود تركيا قوية على حدود بلاد العرب يخفف من حماسهم ويعرقل تطورهم وتقدمهم.
وعلق أحد المفكرين الفرنسيين على المعاهدة التي تخلت فيها فرنسا عن اللواء إلى تركيا بقوله: هذه المعاهدة قبر دفنا فيه حلم الامبراطورية.
وعلى التوازي جرى ماجرى في أصقاع أخرى من الوطن العربي.. حلم الامبراطورية العربية هكذايتوقعون، أن تقوى وتكون ذات يوم، وضعوا الاحتمالات ورسموا استراتيجيات المواجهة بأكثر من لون وأسلوب، لم يتركوا المستقبل العربي بعيداً عن أنظارهم، سراً وعلناً حددوا مسار تطور الأقطار العربية وماكادت تحقق نهضة ماحتى فجرت الألغام في طريق صعودها..؟!
هل مايجري اليوم في سورية بعيد عن ذلك..؟! لماذا يعرفون كل شيء عن مجتمعاتنا، ثقافتنا، توجهاتنا، آرائنا، بنيتنا الفكرية والفلسفية إن كانت ثمة بنية… وكيف يسخّرون هذه المعرفة للولوج إلى حيث يريدون.. لماذا نرى على الأرض من يركز على اغتيال الكفاءات العلمية، يضرب المدارس والجامعات، يستهدف مؤسسات الدولة..؟
أي عاقل في العالم يقتنع أن التخريب والتدمير ثورة…وأن إضرام نار الفتنة يجعل المجتمع قادراً على متابعة مسيرته..أليست وقائع تدلل دون شك على أن محاولات دفن حلم الامبراطورية العربية، ليس فقط بتقطيع أوصال الأمة، بل تتبعه وسائل أخطر وأشد فتكاً لأنها من الداخل، عدوٌ داخلي، سورية الدولة والعروبة والدور، سورية الدولة القوية هي الهدف وليس الأمر وليد اليوم ولاالأمس، إنها خيوط تتكامل وربما تكشف قادمات الأيام ماليس بالحسبان، ولكن لنا أن نسأل مراكز دراساتنا وبحثنا: أين أنتم..ماذا تفعلون…؟ أم أن أحداً لايصغي لكم..؟!