الثورة – ناصر منذر:
تزامناً مع إجراءات الاحتلال المتسارعة، لتهويد المعالم العربية والإسلامية في المدن الفلسطينية، ولاسيما في القدس المحتلة والمسجد الأقصى، فإن ثمة حرب أخرى يشنها الاحتلال ضد العملية التعليمية داخل الأراضي الفلسطينية، في خرق واضح وسافر لكافة المواثيق والأعراف الدولية التي تضمن الحق في التعليم وضمان وصول الطلبة إلى مؤسساتهم التعليمية في ظل بيئة آمنة ومستقرة”.
ممارسات الاحتلال في هذا الصدد تتجسد من خلال إغلاق الكثير من المدارس الفلسطينية، وممارسة سياسة الترهيب بحق الطلاب لمنعهم من متابعة تحصيلهم العلمي والمعرفي، وبالتالي محاولة منع الأجيال الفلسطينية من الحفاظ على هويتهم الوطنية، من خلال لجوء الاحتلال إلى ممارسة شتى أنواع الضغوط لتحريف الكتب المدرسية الفلسطينية وتزويرها، وتهديد المدارس الفلسطينية كي تتبنى الكتب المحرفة بالإكراه، والضغط عليها لاستحداث برامج التعليم “الإسرائيلية” المُعتمدة لديها، وكل ذلك من أجل تشويه الحقائق التاريخية، وفرض الرواية الصهيونية الزائفة، وصولاً إلى شرعنة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية.
وانطلاقاً من الحرب الصهيونية المفتوحة ضد التعليم،عرقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي وصول طلبة الثانوية العامة في بلدة يعبد جنوب غرب جنين إلى مدارسهم، لتأدية امتحان الثانوية العامة المقرر اليوم.
وكالة وفا نقلت عن مديرة مديرية تربية جنين سلام الطاهر قولها، إن قوات الاحتلال منعت الطلبة من خارج بلدة يعبد من الوصول إلى قاعات الامتحان، الأمر الذي دفعهم لفتح قاعات الامتحانات داخل البلدة لجميع طلاب يعبد، والقرى المجاورة، لتقديم امتحاناتهم فيها.
وأوضحت الطاهر، أنه بعد تنسيق من التربية لتوفير أسئلة الامتحان تمكنت طواقم تربية جنين من الوصول إلى يعبد، ووصل رؤساء القاعات مع الأسئلة، ووزعت الامتحانات على الطلبة، وبدأ الامتحان بشكل فعلي في يعبد”، مشيرة إلى أن الطلبة الذين يقدمون الامتحانات خارج يعبد مثل المدارس الصناعية، تم التنسيق لهم لتقديم الامتحان في قاعات مدارس البلدة.
ويقدم أكثر من 360 طالباً من بلدة يعبد والقرى المجاورة امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، ووزعت مديرية التربية الطلاب على 3 قاعات موجودة في مدارس البلدة، إضافة إلى فتح قاعة رابعة في بلدة كفيرت القريبة من يعبد التي فتحت لاستقبال الطلبة من القرى القريبة.
وقررت مديرية تربية جنين أن يتم مراقبة الامتحانات بالاستعانة بالمعلمين من داخل بلدة يعبد لصعوبة وصول المراقبين من خارج البلدة إليها.
وقال رئيس بلدية يعبد أمجد عطاطرة من جانبه، إن قوات الاحتلال التي أغلقت جميع منافذ البلدة منذ يوم أمس، منعت خروج أي مواطن من يعبد، ما أدى إلى تعطل خروج طلبة أفرع الصناعي والتجاري إلى مدارسهم في مدينة جنين لتقديم امتحاناتهم.
وأضاف أن البلدية قامت منذ صباح اليوم بالتنسيق مع الأهالي لنقل الطلاب من منازلهم إلى القاعات التي أعدتها مديرية تربية جنين داخل يعبد لتقديم امتحاناتهم فيها.
وأكد عطاطرة أن التنسيق ما يزال قائماً بين أهالي الطلاب الذين يتصلون بالبلدية لنقل أبنائهم من وإلى قاعات الامتحانات لتفادي إعاقتهم من قبل قوات الاحتلال، التي لا تزال تشدد من إجراءاتها وإغلاقها لبلدة يعبد.
من جهتها، قالت سلام أبو بكر معلمة من بلدة يعبد، أن الوضع النفسي للطلبة تأثر كثيراً بسبب هذه الإغلاقات، الأمر الذي قد ينعكس على أدائهم وتركيزهم في الامتحان.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت اليوم جميع المداخل المؤدية إلى بلدة يعبد، إضافة إلى إغلاق حاجزي برطعة و”دوتان” العسكريين.
وذكرت وكالة وفا نقلاً عن مصادر أمنية ومحلية أن قوات الاحتلال أغلقت كافة الطرق المؤدية إلى بلدة يعبد بالسواتير الترابية وداهمت عدداً من المنازل والمحلات التجارية، واستولت على كاميرات مراقبة.
وشهدت عدة أحياء من بلدة يعبد مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال الليلة الماضية، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وفي السياق ذاته، انتشر مستوطنون صباح اليوم، في سهل بلدة يعبد وطاردوا المزارعين ومنعوهم من العمل في أراضيهم، فيما منع العمال من الوصول لأماكن عملهم داخل أراضي عام 48، عبر حاجز برطعة العسكري.