مع الذكاء الاصطناعي.. تقنية تكشف ما نفكر فيه

الثورة:

قفزات متسارعة تحققها تقنيات الذكاء الاصطناعي، باتت إحداها تهدد حق الإنسان في خصوصية وسرية أفكاره، وأن يصبح ما يفكر فيه بينه وبين نفسه عرضة للتجسس، بل وحتى ممارسة قرصنة إلكترونية عليها وتوجيهها من طرف آخر.
هذا الأمر كشفه تحذير من هيئة مراقبة البيانات البريطانية من وجود مساعٍ لتمكين الشركات من استخدام تقنية لقراءة الدماغ في مراقبة العمال أو توظيفهم، مع ما قد يترتب على ذلك من انتهاكات، إن لم يتم استخدامها بشكل صحيح، فهل حقا يمكن أن يحدث هذا قريبا؟

يوضح أستاذ جراحات المخ الوظيفية وجراحة الأعصاب حقيقة المدى الذي وصلت إليه التكنولوجيا في قراءة أفكار الإنسان، وما تم استخدامه فيها بالفعل، أو ما يمكن أن تصل إليه، حاليا يمكن التنبؤ بالمحتوي الفكري للإنسان عن طريق تحليل الموجات الصادرة عن الدماغ، لكن ليس بشكل محدد، بمعنى أنه يمكن التنبؤ بأن الإنسان يريد أن يأكل، ولكن ليس ممكنا التنبؤ بماذا يفكر أن يأكل.
من الممكن أيضًا التنبؤ بأن الشخص يفكر في الماضي، أو يحرك أحد ذراعيه، لكن كل هذا يستلزم وضع مستقبلات على سطح الجمجمة أو في المخ نفسه.
هذه المستقبلات لابد أن يكون هناك اتصالا قويا بينها وبين الدماغ للتمكن من قراءة الأفكار.
يمكن كذلك الآن التنبؤ بسلوك الشخص، ليس عن طريق قراءة الأفكار والموجات الصادرة عن الدماغ، ولكن عن طريق السلوك، كما يحدث من خلال الشركات التي تحلل سلوك المستخدمين على الإنترنت، لمعرفة المنتجات الأنسب لهم.
العقل يحتوي على حوالي 2 مليار خلية، وعلى مجموعة كبيرة جدا من الاتصالات التي تسمى “الوصلات العصبية” التي قد تفوق عدد الخلايا العصبية بألف مرة، وقراءة كل المحتوى الكهربائي والنشاط المسجل في جميع خلايا المخ أمر مستحيل حاليا.
بالطبع، يمكن قراءة بعض الأنشطة الكهربائية لبعض الأماكن؛ وهو ما يساعد في التنبوء بالمحتوى الفكري، لكن ذلك يستلزم زراعة أجهزة داخل المخ، وزراعة هذه الأجهزة حتى الآن لا تتم إلا بغرض تعديل نشاط المخ من أجل علاج مشكلة؛ ولذلك فإن الحديث عن قراءة الشركات لعقول الموظفين أمر مستبعد؛ لأن الشركات لا تستطيع إجبارهم على زراعة الأجهزة.
كل ذلك يطرح تساؤلات بشأن إمكانية تعديل السلوك عن طريق التنبيه الكهربائي بالمخ، الإجابة نعم يمكن ذلك، لكن فقط في الحالات المرضية المستعصية لتعديل سلوك غير سوي.
على سبيل المثال، يمكن زراعة جهاز لمرضى الوسواس القهري لتغيير الإحساس بالرغبة في عمل شيء ما، ولكن يبقى هذا التغيير ليس تغيير مباشرا للإرادة الحرة.
أيضًا يمكن معالجة الاكتئاب، لكن ليس عن طريق التغيير المباشر للشخصية، وكل هذا يتم تحت أطر أخلاقية واضحة، وعن طريق توعية المريض وأهله بأهمية ودواعي هذا العلاج.

النقطة الأهم، هي أن التكنولوجيا دائما تسبق التقنين، مثل التقنية القادمة التي تتعلق بقراءة المخ بزرع وسائط فيه .

وسط هذه القفزات، لابد من وجود أخلاقيات وقوانين تحدد من يمتلك المعلومات التي تصدر عن المخ، ومن يمتلك حق الدخول على الجهاز المزروع، وماهي إجراءات الأمان حتى لايتم تهكير هذه الجهاز، وكيف يمكن حفظ هذه المعلومة وطريقة تحليلها.

إن لم يحدث هذا، سيكون عقل الإنسان عرضة لشركات التنصت؛ ما يناقض حق من حقوق الإنسان، وهو حق ملكية الأفكار وخصوصيتها.

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم