تقدمة “ضوئية”!

كما رقعة الشطرنج تبدو بعض شوارع مدننا وقرانا مُنارة بالإضاءة البيضاء على مدار اليوم، وبعضها يفتقد هذه الخدمة، في مشهد يقترب كثيراً من الكوميديا السوداء، فشارع هنا تراه مضاء وبلون “الفور سينت” المميز والواضح وبمقابله شارع معتم قاتم بلون الحبر وهكذا دواليك.
لا أحد يعرف على وجه التحديد ما يجري في أثناء التخطيط في المكاتب وغرف الاجتماعات حول إنارة الشوارع، فهناك قرارات بالإضاءة هنا وقرارات بالانتظار هناك، ولا أحد يعرف كيف تتم الخيارات في تنفيذ ذلك والأمر نراه في كل المحافظات، وضمن المحافظة الواحدة ترى مدينة تنعم بتلك الميزة وأخرى لا، وشارعاً يسبق آخر، فهذا مضاء وآخر معتم وهكذا دواليك من دون ناظم لهذه المسألة.
ولعل الطريقة الأبرز المستعملة بالإجابة عن السؤال حول الإضاءة التي حظيت بها شوارع دون أخرى هي عبارة “إن ذلك هو تقدمة من جهة خاصة” وذلك للتملص من الجواب وفي الوقت نفسه لإسكات السائل، وكأن القصة هي نقاش بيزنطي لا حد له، فالجواب حاضر دوماً وهو أن هذه الإضاءة موجودة هنا لأنها مقدمة من “وكالة آسيوية” أو من  “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع المركز التخصصي الفلاني”، ليدخل السائل في متاهة تتعلق بتحديد الجهة التي يتوجه إليها بسؤاله، ناهيك عن فخامة الأسماء المطروحة التي توحي بضرورة السفر لمناقشة جهات عالمية باختيارها هذا الشارع وتلك القرية أو المدينة.
حتى اليوم لم تقدم وزارة الإدارة المحلية والبيئة المعنية بهذا الأمر شرحاً أو تبريراً للتفاوت والتباين في توزيع هذه المنحة بين المحافظات وبين المدن والبلدات ضمن المحافظة الواحدة، بل لم تشرح حتى سبباً واحداً للتراخي في التعامل مع مسألة إنتاج مثل هذه الإضاءة على اعتبارها الجهة المنوط بها تلقي احتياجات الإدارات المحلية وتصديرها إلى باقي جهات الدولة لتلبيتها في وقت يمكن فيه لمشروع صغير على كل مستوى محلي أن ينهض بهذا العبء وشارع رامي “شارع الكهرباء في المرجة” شاهد على ذلك.
التقنين متفاوت في عدالته وخطوط كثيرة معفاة منه على حساب المواطن، والإنارة الطرقية التابعة لوزارة الإدارة المحلية تفوقه تفاوتاً في العدالة والمواطن يتفرج بعين زجاجية ولا يمكن له فعل شيء في وقت يمكن لكل من يتسبب بذلك أن يبرر تلك العدالة المفقودة بأسباب أخرى غير تلك التي لا تقنع أحداً.

آخر الأخبار
بحضور رسمي وشعبي  .. افتتاح مشفى "الأمين التخصصي" في أريحا بإدلب جلسة حوارية في إدلب: الإعلام ركيزة أساسية في مسار العدالة الانتقالية سقوط مسيّرة إيرانية بعد اعتراضها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في  السويداء.. تصاعد إصابات المدنيين بريف إدلب تُسلط الضوء على خطر مستمر لمخلفات الحرب من الانغلاق إلى الفوضى الرقمية.. المحتوى التافه يهدد وعي الجيل السوري إزالة التعديات على خط الضخ في عين البيضة بريف القنيطرة  تحسين آليات الرقابة الداخلية بما يعزز جودة التعليم  قطر وفرنسا: الاستقرار في سوريا أمر بالغ الأهمية للمنطقة التراث السوري… ذاكرة حضارية مهددة وواجب إنساني عالمي الأمبيرات في اللاذقية: استثمار رائج يستنزف الجيوب التسويق الالكتروني مجال عمل يحتاج إلى تدريب فرصة للشباب هل يستغلونها؟ تأسيس "مجلس الأعمال الأمريكي السوري" لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دمشق وواشنطن تسهيل شراء القمح من الفلاحين في حلب وتدابيرفنية محكمة سوريا تلتزم الحياد الإقليمي وسط تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران مدينة طبية في إدلب..خطوة جديدة لتعزيز القطاع الصحي تفاصيل جديدة لـ "وول ستريت جورنال" .. هكذا نفذ الموساد عملية معقدة في قلب إيران بيدرسون: المرسوم 66 خطوة مهمة توافق الإعلان الدستوري على توقيت اقتصاد سوريا.. خبيران لـ"الثورة": من أراد النجاح فعليه أن يضبط ساعته على عجلة مستقبلها تراجع عدد السوريين المسجلين وفق الحماية المؤقتة في تركيا لجنة لدراسة الصكوك العقارية لعقود الإيجار.. ومحال الفروغ قاب قوسين أو أدنى من وصولها للحل