هل يكفي أن يقول الاتحاد الأوروبي أنه يشعر بقلق بالغ إزاء الأحداث الأخيرة في جنين؟!، وماذا عن الدماء الفلسطينينة الزكية التي أزهقت؟!، وماذا عن الدمار، والخراب، والقصف الصاروخي، والأسلحة الفتاكة، والغازات السامة التي استخدمتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين العزل؟!.
عشرات الفلسطينيين بين شهيد وجريح سقطوا في جنين وحدها، وبيوم واحد فقط، أين موقعهم من قاموس الغرب الحافل بالشعارات المتخمة بالوصفات الإنسانية؟!.
ولكن هذا الموقف اللامبالي من الاتحاد الأوروبي واكتفاءه فقط بالقلق الإعلامي لم نستغربه على الإطلاق، فهو لم ينصف الفلسطينيين بأي يوم من الأيام، وإنما في كل مجزرة كان يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحقهم، كان وكالعادة يعرب عن القلق لا أكثر، ولا أقل، دون أن يحاسب المجرم الإسرائيلي، أو يقول له كفى قتلاً، وإرهاباً، وإجراماً.
المؤكد أن كل هذا الإرهاب الإسرائيلي، والتخاذل الأوروبي، والسبات الأممي لن يزيد الفلسطينيين إلا تمسكاً بحقوقهم، وتشبثاً بأرضهم، واستبسالاً في نضالهم حتى استعادة حقوقهم السليبة.
خيار المقاومة والتصدي للاحتلال، هو السبيل الوحيد لتحرير الأرض، وكلما زاد المحتل، ورفع منسوب عدوانه، كلما زادت المقاومة الفلسطينية من منعتها، وإصرارها على مواصلة النضال لتكون بين خيارين لا ثالث لهما إما النصر وتحرير الأرض، وإما الشهادة وإيقاع أكبر الخسائر البشرية والمادية والنفسية الممكنة في صفوف العدو الصهيوني الآثم.