الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
رفضت الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي التزام الصمت بشأن الأزمة الأوكرانية منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في شباط 2022، وبصفتهم أعضاء مؤسسين لحركة عدم الانحياز (NAM) خلال أوائل الستينيات، سعت الدول الأفريقية التقدمية مثل جمهورية غانا وجمهورية مصر العربية، إلى وقف ما بدا في ذلك الوقت أنه حتمية اندلاع حرب عالمية أخرى، مما قد يؤدي إلى اندلاع حريق للأسلحة النووية.
شنت غانا في عهد الرئيس كوامي نكروما حملة دولية لوقف تجارب فرنسا للأسلحة النووية في الجزائر أثناء الكفاح المسلح الذي تشنه جبهة التحرير الوطني.
وفي السنوات اللاحقة ، 1965-1966 ، شرع نكروما في محاولة لوقف قصف الولايات المتحدة لفيتنام وإنهاء احتلال جنوب شرق آسيا.
كانت غانا خلال هذه الفترة دولة نشطة للغاية في حركة السلام العالمية إلى جانب مناصرتها ومساعدتها المادية لحركات التحرير التي تشن نضالات ضد الهيمنة الاستعمارية، ولم تكن الأصوات الأفريقية غائبة عن الجهود الدولية لبدء تحركات على مستوى الدولة نحو نزع السلاح.
بالتوازي مع التزاماتها تجاه حركة عدم الانحياز، رعت حكومة غانا سلسلة من المؤتمرات المناهضة للأسلحة النووية في أوائل الستينيات، وبلغت ذروتها في جمعية أكرا عام 1962 حول “عالم بلا قنبلة”.
وبالتالي، ليس من المستغرب أن وفد مبادرة السلام الأفريقية برئاسة رئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا يدعو إلى حل سياسي للحرب ورفع العقوبات المفروضة على روسيا. فقد أدت الحرب والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ودول أخرى في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وحلفاؤها إلى تعطيل إمداد العديد من الدول الأفريقية بالمنتجات الزراعية والمدخلات.
وقد تفاقمت هذه المشكلات بسبب الأثر المالي للعقوبات الغربية التي قيدت بشدة آلية المدفوعات المالية التي تنطوي على التجارة العالمية.
في الوقت نفسه، قدم الكونغرس الأمريكي مشروع قانون من شأنه أن يتدخل بشكل أكبر في قدرة الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي على ممارسة التجارة مع روسيا.
قبل زيارة القادة الأفارقة لأوكرانيا وروسيا، بعثت مجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين في مجلسي النواب والشيوخ برسالة إلى الرئيس جو بايدن تطالب بمعاقبة جمهورية جنوب إفريقيا اقتصادياً بسبب دعمها لروسيا في الحرب، كما اتهم السفير الأمريكي لدى جنوب إفريقيا حكومة المؤتمر الوطني الإفريقي بتقديم أسلحة إلى موسكو، وهو ما نفاه الرئيس رامافوزا.
وقد صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة وفد مبادرة السلام الأفريقية أن حكومته غير مهتمة بإجراء محادثات لإنهاء الحرب.
وفي المقابل، استقبلت الحكومة الروسية الوفد بحماس في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي السادس والعشرين، وقد التقى الوفد الأفريقي مع الرئيس فلاديمير بوتين ومسؤولين روس آخرين رفيعي المستوى.
لقد استمعت القيادة الروسية باهتمام إلى برنامج من عشر نقاط قدمه وفد الاتحاد الأفريقي، وقال الرئيس بوتين: إنه منفتح على إجراء مناقشات مع أوكرانيا بشأن الأزمة الحالية بين الدولتين.
تقول ناتاليا بيسكونوفا، الأستاذة المشاركة في قسم السياسة العالمية بجامعة موسكو: إن مبادرة السلام الإفريقية يمكن أن تؤدي بشكل مثالي إلى الحوار وربما إلى وقف التصعيد، وإن الدعوة إلى التخلي عن النزاع المسلح التي اقترحتها المجموعة الأفريقية تعكس أيضاً النهج العالمي طويل الأمد لتسوية النزاعات تحت رعاية الأمم المتحدة.
حتى الآن ، يبدو أن مبادرة السلام الأفريقية هي الأكثر توازناً مقارنة بتلك الخطط المقترحة سابقاً، نظراً لأن الأزمة الأوكرانية هي تطور منطقي لتدهور العلاقات بين روسيا والغرب.
في الوقت الحاضر، أعلنت أوكرانيا بأفرادها العسكريين المعاد تدريبهم وأفرادها الذين يتراوح عددهم بين 40 و 50 ألف جندي بدء هجوم مضاد ضد القوات المسلحة الروسية، وقد اعترفت وكالات الأنباء التي تسيطر عليها الشركات والحكومة أن المعدات العسكرية التي قدمتها دول الناتو يتم تدميرها من قبل روسيا، وتشير تقارير وسائل الإعلام الروسية حول الهجوم المضاد إلى أنه كان فشلاً ذريعاً حتى الآن في الفترة الحالية.
ونقلت تاس، في خبر رئيسي عن رد البنتاغون على عدم نجاح الهجوم المضاد في أوكرانيا، أن نائب السكرتير الصحفي للبنتاغون سابرينا سينغ قالت: إن الهجوم المضاد الأوكراني سيكون قاسياً على قوات حكومة كييف وسيؤدي إلى سقوط ضحايا بين صفوفهم، كانت تقييماتنا واضحة جداً منذ البداية، نحن نعلم أن هذا سيستغرق بعض الوقت ونحن على ثقة من أن الأوكرانيين لديهم ما يحتاجون إليه، لقد حسبنا أنه ستكون هناك خسائر في ساحة المعركة، وهذا هو الجزء المؤسف من هذه الحرب.