الثورة _ ريم صالح:
وسط انسداد الأفق لإيجاد حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوداني، قتل 14 مدنياً بينهم طفلان جراء الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع بالقرب من المناطق والأحياء السكنية المجاورة لمقرّ رئاسة الاحتياطي المركزي في الخرطوم.
ونقل موقع روسيا اليوم الالكتروني عن بيان أصدرته غرفة طوارئ الكلاكلة جنوبي العاصمة السودانية، اليوم الاثنين، أن أكثر من 220 شخصا أصيبوا بسبب الاشتباكات، وتم إجراء 147 عملية جراحية لعدد من المصابين من بينهم أكثر من 70 حالة إصابة حرجة.
إلى ذلك، قالت وسائل إعلام، إن «قوات الدعم السريع احتجزت أسرة كاملة بالحي كرهائن تحت تهديد السلاح مشترطة دفع مبلغ مالي مقابل إطلاق سراحهم».
وتم سماع أصوات رصاص بشكل متقطع في عدد من المناطق، تخللها تحليق متواصل للطائرات المسيرة، يرافقه هدوء حذر في معظم جبهات القتال.
وأفاد موقع روسيا اليوم الالكتروني بأن السكان أفاقوا صباح اليوم على وقع صوت قوي جداً من المدفعية الثقيلة، التي استهدفت أهدافا عسكرية للدعم السريع سبقها أصوات أعيرة نارية استمر لدقائق.
وشهدت أحياء المهندسين والفتيحاب بمدينة أم درمان أمس الأحد سقوط قذائف عشوائية، ويأتي ذلك في ظل موجات ترد واسع لشبكات الاتصالات، وتوقف جزئي لخدمات الإنترنت بصورة غير مسبوقة شمال المدينة.
وفي وقت سابق، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر رئاسة قوات الاحتياطي المركزي ومعسكر عوض خوجلي جنوبي مدينة الخرطوم، بعد معارك عنيفة تواصلت ليومين على التوالي.
وكانت الاشتباكات قد تجددت يوم أمس بين الجيش السوداني والدعم السريع في محيط مقر رئاسة قيادة الاحتياطي المركزي جنوب الخرطوم.
وقصفت قوات الجيش بالمدفعية تجمعات تتبع لعناصر الدعم شرق جسر المنشية، شرقي العاصمة السودانية الخرطوم، كما نفذ الجيش قصفا جويا وبالمدفعية الثقيلة على مواقع الدعم بالحلفايا شمال الخرطوم.
وقال الجيش في بيان له، إن الدعم السريع هاجمت قوات الاحتياطي المركز التابعة للشرطة السودانية في مقرها جنوب الخرطوم، مؤكداً أن قواته تصدت للهجوم وكبدت الدعم خسائر كبيرة في الأرواح، ودمرت عددا من العربات المقاتلة.
وفي وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها أرجأت المحادثات الهادفة إلى وقف العنف في السودان، لأنها «لا تحقق النجاح المنشود بشكلها الحالي».
وتوسطت السعودية والولايات المتحدة في اتفاقات لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلال محادثات بمدينة جدة السعودية.
ويدور قتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من شهرين، أشاع الدمار في العاصمة وأدى إلى اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق في منطقة دارفور الواقعة غربي السودان، وإلى فرار أكثر من 2.5 مليون من ديارهم.
