الثورة – ياسر حمزة:
بين الماضي والحاضر اختلفت مظاهر الاحتفال بعيد الفطر و الأضحى متأثرة بتطور الحياة البشرية، فهناك عادات استمرت وعادات اندثرت، واستحدثت أخرى، ولكن الشيء الوحيد الذي ليس فيه اختلاف هو الفرحة بقدوم العيد.
ومع تطور الحياة، وتغيُّر العادات والتقاليد، تبدو بعض المظاهر التي كانت تعتبر جزءاً من الاحتفال بقدوم العيد قد اختفت، أو اختلفت تدريجياً، وهذا الاختلاف ناتج عن كثير من العوامل؛ منها: الاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية. فقد كانوا يستقبلون العيدين الفطر والأضحى باحتفالات شبيهة بمهرجان كرنفالي، و يلعبون بالسيف والترس.
ويتميز الأضحى بالتكبير منذ ليلة العيد وحتى عصر ثالث أيام التشريق وهو اليوم الرابع الذي يلي يوم الأضحى، بينما يقتصر التكبير في عيد الفطر على ليلة العيد وبعد صلاته فقط.
ومن التقاليد التي كانت سائدة وتجري اليوم استعادتها في بعض المساجد أن يتجمّع النّاس في المساجد، يتلون القرآن والأذكار، وتقوم بعض الطّرق الصوفية بإحياء احتفالاتٍ على طريقتها.
وتقوم النّساء بعمل المعمول والكعك والحلويات استعداداً ليوم العيد، ويشتري النّاس الملابس الجديدة وحلويات العيد
وما زال للأيّام والمناسبات رونقها.. لكن بعض العادات والتقاليد تغيّرت، لم يعد السّيف والتّرس حاضرين، واختفت الزّينات، وشغل الأفراد بعائلاتهم الصّغيرة بدلاً من عادة الاهتمام بالعائلات الكبيرة، لأن العائلات توزّعت ولم تعد في البيت الكبير أو في بيوت العائلة الواحدة، المتلاصقة أو القريبة بيوتها من بعض، ومع كثرة المشاغل والأعمال يكاد الشخص يزور معها أقاربه المقربين فقط.
وابتعد الكثير عن زيارة الأرحام و الالتقاء بالأهل والأصدقاء في مثل هذه المناسبات الكريمة.
ومن الاختلافات التي حدثت بين الماضي وحاضرنا الآن والتي أثقلت كاهل الأسر، ارتفاع أسعار مستلزمات الأعياد من ملابس وحلويات.
فرحة العيد لا تنسي الناس أمواتهم، فكانوا ولا يزالون يتوجّهون إلى المقابر بعد صلاة العيد، ويضعون نباتات الزينة (الآس) والرّياحين على قبور موتاهم، ويقرؤون، ويرشّونها بماء الورد، ويوزّعون عن أرواحهم الحلويات والفواكه والمأكولات.
ثم يبدؤون زيارة الكبير فيهم، وتتوالى الزّيارات ومظاهر الفرح، ويتوافد الصّغار على الساحات المليئة بالألعاب واللهو والمسليات.
السابق