مقارنة الأطفال بغيرهم.. تفقدهم الثقة بأنفسهم

الثورة – حسين صقر:

تعريض الطفل أو المراهق للمقارنة مع غيره من الآخرين، سواء أكانوا إخوته أم أقاربه أم زملاءه، يضعه خلف سد عال من الثقة يحول بينه وبينهم، وقد تتحول مشاعره إلى كره لهم، ولهذا فعندما نقارن طفلنا بغيره، فإننا نوصل إليه رسالة غير مباشرة بأنه لا يمتلك أي قدرات أو ميزات كهؤلاء، وعليه أن يكون مثلهم، متجاهلين الفروق الفردية والظروف والإمكانات التي يتميز بها كل منهم عن الآخر.

فالمقارنة كما يقول علماء النفس تترك آثاراً سلبية تظهر بصماتها واضحة على المدى البعيد في شخصية الطفل الذي تم وضعه في ميزانها، تبدأ تلك الآثار من الشعور بالغيرة والحسد والكره للأطفال الذين قورن بهم الأطفال، وتمر بقتل طموحه لأنه يشعر أنه أقل من غيره، إذ الشعور بالدونية، وانعدام الثقة بذاته، ثم يتحول إلى شخص معاد لأقرانه، وهكذا حتى يتم قتل روح الإبداع عنده وتحطيم مواهبه، ليبدأ بالسعي بعدها إلى فعل المستحيل ليشعر بحب الناس له، ولكن بعد أن تكون شخصيته قد اهتزت وثقته بنفسه تزعزعت.

ولهذا يلفت علماء النفس إلى الابتعاد عن موضوع المقارنة وتحفيزه بطريقة صحيحة وتربوية من خلال الابتعاد عن مقارنته بغيره، ومنحه الثقة لتشجعيه ومساعدته على استغلال موهبته وتنميتها، وزرع أمر مهم بداخله أنه قدوة لغيره، أي تحميله المسؤولية عن شخص غيره، فضلاً عن الاستماع له باهتمام وعناية.

ويقول أحد الآباء: عندما كنت أقارن ابني بغيره، كان دائم الارتباك والخوف، من أنه لم يبلغ مواصفات المُقارن به، إلى أن لفت نظري أحد أصدقائي لهذا الأمر، وأنه قرأ عن هذا الموضوع، وأسدى لي ببعض النصائح بألا أقارنه بغيره، وأعزز بداخله عامل الثقة، وأنه على قدر عال من المسؤولية، عندها فقط بدأت شخصيته تتبدل نحو الأحسن، وانعكس ذلك على عطائه في المدرسة.

وأضاف والد الطفل: إن تميز الطفل هو غاية يسعى لها الوالدان باستمرار بجميع الطرق والوسائل الممكنة لتحفيز وتنمية مهاراته للوصول إلى تلك الغايّة، ولهذا يصطدمون بخطأ شائع، وهو استخدام المقارنة كوسيلة لتحفيزه، وبدلاً من أن تترك أثراً إيجابياً ينعكس على عطائه وتفوقه، يصاب هذا الولد بالإحباط، فالمقارنة من أسوأ الطرق للتعامل بها مع الطفل.

وتقول إحدى السيدات: بدل من أن نقارن أطفالنا بغيرهم علينا أن نحيطهم بالحب، ونحتضنهم ونتقرب منهم ونتعرف على مشكلاتهم، ونحاول تبديد الخوف المتولد لديهم ما أمكن وتبسيط الأمور المعقدة إلى القدر الذي يمكن تبسيطه على ألا نبالغ بذلك، وأضافت من خلال تجربتي كمدرسة، أقول: إن هناك مقارنة إيجابية للتحفيز شرط عدم المبالغة بذلك، وحسب شخصية الطفل، وهناك السلبية منها، وهي ما يجب الابتعاد عنها، على أن يتم ذلك بالتعاون مع الأهل.

آخر الأخبار
زيارة الرئيس الشرع للبيت الأبيض.. تحوّل المسار السوري وتوازنه إقليمياً ودولياً تصريحات أميركية بعد اجتماع الشرع مع ترامب بعد دقائق من دخول الشرع إلى "البيت الأبيض".. الخزانة الأميركية تصدر قراراً مهماً  مركز للتصوير بالأمواج فوق الصوتية في مركز الأورام بمستشفى اللاذقية الجامعي  الرئيس الشرع يصل "البيت الأبيض" ويبدأ محادثاته بجلسة مغلقة إعادة تأهيل 320 مدرسة في إدلب زيارة الرئيس الشرع لـ"البيت الأبيض".. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟ بعد 116 يوماً على اختطافه.. الدفاع المدني يجدد مطالبته بالإفراج عن حمزة العمارين سوريا تطرق أبواب "التحالف الدولي".. هذه أبرز الانعكاسات على الخرائط السياسية والعسكرية   ثلاث مشاجرات وحالة إغماء.. حصيلة يوم في "كهرباء حمص"..!  30 ألف مستفيد سنوياً من خدمات مركز الإعاقة ومصابي الحرب وفد سويسري – ألماني يضع ملامح تطوير التعليم المهني في دمشق أجندة ترامب الشرق أوسطية.. لماذا زار الشرع واشنطن قبل صفقة بن سلمان الكبرى؟ بسلاح الحجة والعقلانية.. الرئيس الشرع يفرض الحوار من أجل إلغاء قانون "قيصر" خلال أقل من عام.. كيف أوصل الشيباني سوريا إلى مكاتب "البيت الأبيض"؟ "رويترز".. هل باتت الوكالة البريطانية الوسيلة الأخيرة لترويج تنظيم "داعش" في سوريا؟ ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد