الثورة – فاديا هاشم:
يعيش المرء في وقتنا الحاضر وسط مجتمعات يحسب بعضها للمظاهر قبل أي شيء آخر ألف حساب، كما يقال، حتى ولو كان الأمر متعلقاً بالقيم والأخلاق، إذ الألقاب أصبحت نوعاً من أنواع التفاخر، يجري السعي لنيلها بكل الطرق الممكنة، وخير دليل على ذلك هو الاعتقاد المغلوط أن الألقاب تعطي السطوة، وتمنح القوة، وترفع أصحابها مكانة مرموقة، حتى ولو كانوا لا يستحقون، فيلجؤون إلى ألقابهم لجذب الاهتمام والانتباه المتوهم، والتقدير الزائف من غيرهم، وهذه الميزة لا تضيف لهم سوى بريقاً آنياً.
الدكتور محمود عديرة دكتوراه علم الاجتماع- رئيس شعبة الصحة النفسية في مديرية صحة اللاذقية، أكد لـ”الثورة” أن البعض من حملة الألقاب يعد مظهراً من مظاهر التعالي والتفاخر، والهدف الحصول على التقدير والاحترام الزائف في المجتمع، لافتاً إلى أن تقييم الأشخاص على أساس الشهادة والألقاب هو تقييم ناقص لا يعكس حقيقتهم وقيمهم، فكم من أشخاص حاملي أعلى الشهادات والألقاب، ولكنهم يفتقدون للعديد من القيم وحسن السلوك ومهارات التواصل.
وأكد الدكتور عديرة على أنه من الجيد أن يكون الشخص حاصلاً على شهادات علمية ولديه من الثقافة أشياء كثيرة، ولكن الأهم أن ينعكس ذلك بسلوك إنساني وأخلاقي، وأن يكون في مستوى علمي ووعي متطور وثقافة إنسانية وتربوية، ويقدم قيمة علمية ومعرفيه للمجتمع؛ فالإنسان هو الذي يصنع الشهادات وليس العكس.