الثورة:
ابتكرت الفنانة التشكيلية ومصممة الجرافيك سيسيليا ليفي منحوتات ورقية مدهشة لأدوات يومية نستخدمها بشكل روتيني مصنوعة من عناصر منتقاة من الأوراق وصفحات الكتب القديمة، حيث تستخدم تقنيات الورق وعجينة نشا القمح بالإضافة إلى الورق بهيئته لتحويل الورق القديم إلى منحوتات ورقية هندسية غاية بالدقة والجمال.
تؤكد سيسيليا أن حرفتها الإبداعية هي التي اختارتها، وليس هي من اختار الحرفة حيث بدأت بالتجربة عن طريق الصدفة، باستخدام قطع صغيرة من صفحات الكتب وعمدت لتقنية عجينة الورق لبناء أشكال أوعية فريدة بطريقة أقرب ما تكون للهندسية، فعمدت لاستغلال شكل الكتابات بالأوراق في الإظهار الخارجي الفني النهائي للمنحوتات التي تبدو سهلة شكلًا إلا أنها معقدة تنفيذا وتحتاج لكثير من الجهد والدقة.
حظي عمل سيسيليا على الفور بالكثير من الاهتمام الإيجابي. ومن ثمّ زاد شغفها لكثير من التجارب والمفاجآت الإبداعية حتى أصبحت حرفيًا مهووسًة بعملها.
تعمل سيسيليا ليفي الآن، التي كانت تعمل سابقًا كمصممة جرافيك وفي صيانة وتجليد كتب، بدوام كامل كفنانة مستقلة، بعد أن تفرغت تمامًا لمنحوتاتها الورقية وتجاربها الإبداعية حيث تصنع منحوتات الورق باستخدام صفحات الكتب القديمة ومعجون نشا القمح وتقنية عجينة الورق، (حيث يُعد استخدام عجيبنة الورق أحد الحرف اليدوية والأعمال الفنية القديمة والتي كان يتم اللجوء إليها لتنفيذ العديد من المنحوتات وأوعية الفاكهة والدُمى وغيرها، حيث يسهل طلاء سطحها وتلوينه ما يتيح إضافة النقوش والألوان والملامس والإيحاءات عليها) فتمنح العمل الفني لمسته الفنية النهائية الرائعة.
حيث تصنع سيسيليا مصبوبات من السيليكون للأشياء اليومية، مثل الأكواب، والأحذية، والأوعية والأواني وتركبيات أخرى، وما إلى ذلك، والتي تستخدمها بعد ذلك كقوالب.
وهي تكرس قدرًا كبيرًا من الوقت والاهتمام لاختيار شكل ونوعية وجودة الورق ولونه وهيئة الطباعة، فتقوم باختيار الكتب التي تستخدمها بنفسها والتي كثيرًا ما تحتوي على آثار مرئية لعلامات الزمن، وعلامات أخرى للمالكين والقراء السابقين، وعلامات ثالثة بسبب ثقوب ما بعد الربط، والتعبيرات القديمة والتهجئة، و (أحيانًا) المحتوى الفردي. وهذا ما يحدد اختيار مادة عملها حيث تختار كل قطعة من الورق بعناية وتدمج كل هذه الأشياء مما يساهم في إظهار التعبير الذي تهدف إليه في عملها، حيث تحتاج إلى الشعور بجودة الورق والطباعة واللون والملمس ومحتواها وهو ما ينطبع بالنهاية على شكل وجودة المنحوتات الورقية بالنهاية وما تثيره من إيحاءات ضمنية.
عقب اختيار الاوراق والصفحات التي ستعمل عليها تقوم سيسيليا بتمزيق الصفحات أو قصها أو تمزيقها ودمجها معًا مرة أخرى باستخدام تقنية المعجون والقوالب وآلة الورق. لتعيد إنشاء الكتاب بطريقة أخرى، فيتخذ شكلاً جديدًا، حيث العمل يسير بوتيرة بطيئة وهادئة ومتكررة. ليصبح ما كان ثنائي الأبعاد، ثلاثي الأبعاد، ولتتحول الأوراق والأقاصيص لمنحوتة مميزة دقيقة فهي تريد الحفاظ على تلك الآثار المرئية للمنحوتة بمرور الزمن.
ابتكرت سيسيليا منحوتات ورقية لأحذية، وأكواب شاي، وزهور، وأواني دائرية وأخرى مسطحة، فهي تؤمن بإنقاذ الكتب القديمة والحفاظ على الطبيعة بالفن، ومن أكثر أعمالها إبداعًا النباتات الطبية، ومجموعة الحشرات ثلاثية الأبعاد المدهشة كذلك، تصميم الحذاء الذي يأتي بتصميم صدفي. يتميز نعل الحذاء بكلمات يمكن قراءتها وأربطة من الورق. فقد استخدمت عجينة القمح وصفحات الكتب لإكمال عملها الإبداعي.
ما تفعله منحوتات سيسيليا أنها تقدم نظرة جديدة على حرفة تقليدية موغلة بالقدم، Papier mâché وهي تقنية تقليدية قديمة، تستخدمها بطريقة جديدة ومبتكرة من خلال دمجها مع خلفيتها في التصميم الجرافيكي وتجليد الكتب والفن، فقد أمضت سنوات في إتقان حرفتها، لتخرج بالنهاية قطعها الفنية الفريدة.
حسب موقعها الرسمي cecilialevy.com، فسيسيليا فنانة وحرفية “مهووسة” بصناعة المنحوتات الورقية، حيث تجد الصناعة اليدوية وسيلة للتعبير عن نفسها بلغة أخرى، وقد استوحت أفكارها المدهشة من العديد من المصادر والتي حاولت تقليدها شكلًا وموضوعًا وملمسًا بتقنيات الورق مثل المجوهرات والمنسوجات والسيراميك والخشب.
تعيش سيسيليا في سيجتونا، وتعمل في الاستوديو الخاص بها في أوبسالا وهي عضوة في كونستانتفيركارنا في ستوكهولم، حيث تُباع أعمالها.
يتم عرض أعمال سيسيليا كذلك على المستوى الدولي ويتم تضمينها في مجموعات خاصة ودائمة، بما في ذلك المتحف الوطني السويدي. منذ العام 2017، تم اعتماد أعمالها الفنية العامة في المدخل الرئيسي لمستشفى جامعة نيو كارولينسكا في ستوكهولم. 20 قاعدة بها أكثر من 25 منحوتة ورقية فريدة، تشمل قطعها المميزة النباتات الطبية وأطقم الشاي والحشرات