الثورة – طرطوس – لجينة سلامة :
أطلقت وزارة الثقافة و عبر مديرية المسارح و الموسيقا تظاهرة (فرح الطفولة) خلال أيام عيد الاضحى في عدد من المحافظات السورية دمشق و ريفها حمص و حماة حلب وطرطوس درعا و السويداء الحسكة واللاذقية دير الزور.. ( عروض مسرحية وموسيقية وفنية )
ففي طرطوس قدم المسرح القومي فعاليات التظاهرة الساعة السابعة من مساء أيام عيد الأضحى على خشبة المسرح المدرسي (مدرسة الشهيد سعد كامل محمد ح1 ) في بلدة دوير الشيخ سعد.وكانت أولى العروض لفرقة الأمل المسرحية المكونة من 10شخصيات شاركت بعدد من الفقرات وقصص الأطفال المحببة لديهم.عبر تجسيدها مسرحيا بأسلوب كوميدي يظهر موهبة الطفل ومدى تأثره بالشخصيات الكرتونية وإظهار العبرة من كل قصة بطريقة سلسة و عابرة . وأبرز العمل قدرات الأطفال ومواهبهم في الرقص والجمباز الإيقاعي والغناء واعتمدت الشخصيات على التفاعل الواضح مع جمهور الأطفال الحضور .
العرض التالي في ثاني أيام العيد ،كان موسيقيا ل(كورال براعم ) والذي قدم برنامجا غنيا لاقى استحسانا وتفاعلا مميزين من قبل الجمهور الأطفال الذين شاركوا الكورال بالتصفيق والغناء. تم التركيز في البرنامج على الأغاني التراثية والوطنية والطربية .وتخلله غناء فرديا متميزا لبعض المواهب من أعضاء الكورال .وهو ما يشير إلى وجود خامات صوتية واعدة بحاجة إلى من يرعاها ويتبنّاها ليكون لها فرص النجاح في هذا المجال الفني بطريقة احترافية .
الجدير ذكره أن الكورال بقيادة لما الضايع عضو نقابة الفنانين بالمحافظة كان قد تأسس عام٢٠١٨ ويضم حاليا ٦٠شخصا تتراوح أعمالهم من ال٦ -١٦ سنة بين عازف ومغن.
وفي اليوم الثالث للتظاهرة قدمت (مجموعة الرينمبو للفنون ) مسرحية الدمى بعنوان الراعي الكذاب من إخراج وعد الجردي تفاعل معها الأطفال بشكل ملفت للنظر و تأثروا بمضمون العرض الذي لامس عقولهم و قلوبهم بشكل مباشر و قد يعود هذا إلى العرض في الهواء الطلق الذي يلغي حاجز الانفعال و التفاعل في لحظته. بمعنى أن العديد من الأطفال أبدوا تفاعلهم لما سمعوا و رأوا و هو ما يبني علاقة مباشرة وجميلة بين المرسل و المتلقي .
اما اليوم الأخير للفعالية تميز بحضور كثيف للأطفال وذويهم لمتابعة عرضت فرقة( شهرزاد للرقص الشعبي) فقرات تراثية و دبكات شعبية
وعملت إدارة المسرح القومي بالتعاون مع بلدية دوير الشيخ سعد ومديرية تربية طرطوس على إنجاز الهدف في إسعاد الأطفال و دمجهم في العروض التي تفاعلوا معها بعفوية و اهتمام و صدق فظهرت للعيان ثمرة هذا التعاون في الصور التي توثّق فرح الطفولة العارم و محبتهم لما يقدم على الخشبة.
العيد للطفل وكذلك الفرح أيضا. هذه حقيقة تجسدت أمراً واقعاً على خشبة المسرح المدرسي. وقد لا يدرك الكثيرون أن ما تم عرضه بنجاح كان ثمرة لذلك التعاون الجاد .تعاون تلافى فيه المعنيون العديد من المطبات و الثغرات و أرهصوا هواجسهم من العرض في الهواء الطلق حيث الحاجة ضرورية إلى الإضاءة و ضبط جودة الصوت و تأثيراته.فقد كانت الغاية إيصال تلك الفرحة و الغبطة إلى قلب كل طفل من لم تسنح له ظروفه مشاهدة العروض المسرحية والفنية بشكل مباشر و بالأخص مسرح الدمى.
أحد الأطفال قال :”نمت البارحة و أنا أحلم بالقدوم مرة ثانية إلى المدرسة لأشاهد المسرحية..لا..لا أريد أن أمثّل أريد أن أغني..أن أرقص..لا..لا أنا سعيد”.هذه العبارة عنونت الانطباع العام الذي لمسته عند البقية من الأطفال و عند الأهالي أيضا اللذين التزموا بالحضور طيلة أيام العيد نزولاً عند رغبة أبنائهم.
وكان تقديم عروض التظاهرة على خشبة المسرح المدرسي في إحدى بلديات المحافظة تجربة غنية و ممتعة خاصة و أنها حملت الفرح من المدينة إلى الريف و أزالت عن الأهالي عبء النقليات في ظل أزمة السير و بالأخص في عطلة العيد .