بالرغم من تشويهها للمنظر العام وربّما محتوياتها وإشغالها للأرصفة والطرقات.. تشكّل البسطات والعربات ظواهر تتسبب بازدحام الشوارع والأسواق والمظهرغيراللائق، أصحابها اعتادوا العيش والاسترزاق منها على وقع أزمات اقتصادية ومعيشية تمرّ بها مجتمعاتنا جرّاء ارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء الأسعار، خاصة مع نسبة العاطلين عن العمل غير القليلة، الذين يحاولون بمثل هذه الأعمال تغطية جزء من التزاماتهم.
كابوس الهروب شبه اليومي بين كر وفر يؤرق أصحاب البسطات ومستخدمي الطريق، فمن شارع إلى آخر يهرع أصحابها والعاملون عليها بباب رزقهم المتنقل، خوفاً من مصادرة بضائعهم.
ما يحدث في الطرقات وعلى الأرصفة يشكّل وجهتي نظر مختلفتين، الأولى من قبل الجهات المعنية والتي تساهم في تنظيم الأسواق وحقّ المواطن في الحركة والسير بما لا يعيقه، ومراعاة المنظر الحضاري والراقي والمحافظة على النظافة العامة، ووجهة النظر الثانية أنه من المؤلم في الواقع ملاحقة صاحب بسطة يبحث عن رزق أطفاله فهو يعمل كلّ يوم بيومه،ولجأ إلى البسطة كباب رزق إضافة لعمل لا يسدّ تكاليف المعيشة، وعفيف نفس يسترزق من خلالها ليجنب نفسه سؤال الناس أعطوه أو منعوه.
وضع تلك البسطات والعربات غير المنظم من خلال أسواق خاصة بها.. يدفع بالمعنيين إلى تنفيذ حملات بين الحين والآخر لإزالتها ومنعها، من دون إيجاد حلول جذرية للانتهاء منها والتخلص من عشوائيتها.
الحلول المتبعة بمنعها لا يمكن أن تدوم لأكثر من بضعة أيام، وسيبقى أصحاب تلك البسطات بين كروفرمع الجهات المعنية، فالقضاء على هذه الظاهرة بشكل جذري لا يمكن أن يتم إلا بتوفير أماكن مخصصة، وفي ذات الوقت تكون بعيدة عن الأرصفة والطرق، بحيث تكون مناسبة لعرض البضائع ومتاحة للزبائن الذين يقصدونها ويجدون فيها أسعاراً منافسة للمحال.