مشاركة الرياضة السورية في الدورة العربية التي تقام في الجزائر حالياً مشاركة مهمة وضرورية، وخاصة أن سورية لها وزنها ودورها إذا ما استعرضنا تاريخ الدورات العربية ولاسيما عندما كانت هذه الدورات تجمع أفضل وأهم الرياضيين العرب.
وتعود الرياضة السورية للمشاركة في الدورات العربية برياضيين تجاوز عددهم المئة، منهم من هم يتدربون في البلد، ومنهم من يعيش ويتدرب خارج البلاد، والهدف بالنسبة للقيادة الرياضية تحقيق نتائج جيدة في هذه الدورة كما هو طموح الآخرين المشاركين.
ولكن في الوقت الذي تشارك فيه رياضتنا بنخبة رياضييها، فإن معظم المشاركين من الدول الأخرى هم من المستوى الثاني وربما الثالث، وهذا يعني أنه لا يمكن قياس مستوى رياضتنا من خلال هذه الدورة، فالمقياس والميزان الحقيقي يجب أن يكون متوازناً في الأعمار والتصنيف، وهذا لايكون صراحة إلا في الدورة الآسيوية وهي قريبة، حيث ستقام في الصين خلال الأشهر القادمة، وفي هذه الدورة ومن خلال عدد الرياضيين المشاركين والألعاب التي سيدفع بها وما سيحققه اللاعبون يمكن الحكم والتقييم الحقيقي لرياضتنا التي وبكل صراحة تراجعت من سنوات خلت، ولولا القلة من الرياضيين الطفرات وفي مقدمتهم معن أسعد البطل الحديدي ومجد غزال وعدد من الملاكمين والفرسان المتميزين، لما شعرنا بوجود لرياضتنا.
نعم رياضتنا تراجعت كثيراً والدليل الكبير غياب عدد من الألعاب وبشكل شبه تام كالرماية والجمباز والريشة والمضرب وغيرها، ومن يظهر بين الحين والآخر فذلك في بطولات متواضعة، وفي ظل هذا الواقع نعتقد أنه آن الأوان لإعادة النظر في الرياضة السورية من مختلف الجوانب، إذ لابد من الاستفادة من تجارب الآخرين ولاسيما الدول الصديقة المتطورة كالصين وروسيا وإيران ومصر وغيرها.