“القدس مدينة السلام” في ندوة

الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:

يا قدس، يا مدينة الأحلام
يا دمعةً كبيرةً تجول في الأجفان
من يوقف العدوان؟
عليك، يا لؤلؤة الأديان
من يغسل الدماء عن حجارة الجدران؟
من ينقذ الإنجيل؟
من ينقذ القرآن؟
من ينقذ المسيح ممن قتلوا المسيح؟
من ينقذ الإنسان؟
بهذه الأبيات تغنى شاعرنا الكبير نزار قباني في قصيدته يا قدس، مدينة دار السّلام، تلك المدينة التي خيّم عليها الاحتلال بظلّه وسواده.
القدس مدينة الأنبياء ودار السّلام ومهبط الوحي.. القدس عروس عروبتنا ودرة مقدساتنا وبوصلة نضالنا القومي لتحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة.
القدس مدينة السلام كانت موضوع الندوة  السياسية التي دعت إلى عقدها اليوم مؤسسة القدس الدولية (سورية) واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وتحالف القوى وفصائل المقاومة الفلسطينية بدمشق، تحت عنوان “القدس والتحديات الراهنة محلياً ودولياً”، وألقى المحاضرة خلالها الكاتب الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب الأسبق في سورية، وذلك في المركز الثقافي العربي بأبي رمانة.
الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية (سورية) الذي أدار الندوة، استهل تقديمه للمحاضرة، بالإشارة إلى ضرورة وعي القضية الفلسطينية ووعي قضية القدس خاصة، وتأكيده على ضرورة المقاربة بين هذا الوعي والعمل المقاوم من أجل تحريرها وعودة الحقوق العربية في فلسطين، وضرورة القراءة التحليلية من أجل استعادة التصويب والنقد للرواية الفلسطينية التي تحظى باهتمام واستهداف من قبل الخطاب الصهيوني من خلال نشر الأكاذيب والأضاليل الثقافية والإعلامية التي تستهدف الحقوق الفلسطينية العربية، ما يدفعنا للدفاع والتصدي الجاد والمسؤول في وجه الدعاية الصهيونية، وتقديم خطاب يحمي الفكر العربي ويتماشى مع نهج المقاومة، الذي يشكل صلب عمل مؤسسة القدس الدولية.
من جهته، تحدث المحاضر الدكتور حسين جمعة عن المشروع الصهيوني والمبادئ المخادعة التي اجترها الصهاينة واستندوا إليها لاحتلال القدس وفلسطين، ورغم محاولاتهم إثبات مزاعمهم في مقولات “العرق الصافي” و”شعب الله” ويهودية القدس وأن فلسطين “بلا شعب”، أثبتت التطورات والحقائق على الأرض كذب تلك المزاعم وأنه لا صحة لكل هذه الادعاءات الصهيونية وثبت بطلانها، وأكد الدكتور جمعة أن المشروع الصهيوني قائم على الأكاذيب الدينية والسياسية أثبت فشله حتى الآن بفضل صمود الشعب العربي في فلسطين ومقاومته الباسلة وأسقطت كل الافتراءات الصهيونية التي أرادت أن تلطخ حقائق التاريخ والجغرافيا.
وأشار المحاضر جمعة إلى أن المشروع الصهيوني رغم كل هذه الهزائم عمل على تجسيد  مقولة (أرنولد توينبي) صاحب نظرية (التحدي والاستجابة)، من خلال تنفيذ الأهداف الصهيونية ومواكبتها بالممارسات عبر احتلال فلسطين ومحاولة تهويد المقدسات الدينية وإقامة كيان عنصري ومجتمع عسكري وسياسي وفق تلك الأهداف، بينما الجانب العربي لم يستطع محاكاة ذلك المشروع المعادي ليس لفلسطين فحسب بل ضد الوطن العربي.
وطرح المحاضر تساؤلاً أمام طاولة البحث (هل الحق هو القوة أم القوة هي الحق)، مشيراً إلى ضرورة أن يبلغ العرب الطريق الصحيح للوصول إلى تحقيق أهدافهم بالاستفادة بكل وسائل ومقومات النضال والمقاومة لاستعادة حقوقهم، من خلال تحويل كل ما يملكون من الحقوق والمقاومة ومواقف التضامن إلى عوامل قوة يملكونها في التصدي للمشروع الغربي الصهيوني.وعرض الدكتور جمعة محاولات كيان العدو استغلال مظاهر الضعف في الجانب العربي للاستفراد بفلسطين وبالقدس خاصة لفرض مخططه التهويدي وطرد الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم وحرمانهم من مقدساتهم، وأمل من فصائل المقاومة الفلسطينية تعزيز وحدتهم الوطنية وتماسك جبهتهم الداخلية والاستفادة من مواقف الدعم والتأييد العربية والدولية لصالح القضية الفلسطينية.
وقدم العديد من الحضور مداخلات أكدت على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه واستعادة القدس وكل الأراضي المحتلة وضرورة ألا يترك وحده في النضال في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، مشيرين إلى صور الأمل بمواقف سورية وإيران والأحرار في العالم الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني والتي تعزز مقاومته وثقته باستعادة القدس وكل حقوقه الشرعية، وأن الأحداث الأخيرة في جنين أكدت بطولات الشعب الفلسطيني وإصراره على استعادة حقوقه مهما كانت التحديات.
حضر الندوة رئيس اللجنة الشعبية السورية لدعم صمود الشعب الفلسطيني وممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية ولفيف من الكتاب والإعلاميين.

آخر الأخبار
خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية  إنجاز دبلوماسي جديد لسوريا في مجلس الأمن  الرئيس الشرع  في قمة (COP30)  :  إرادة الشعوب قادرة على تجاوز كل التحديات مهما عظمت   "  الخارجية " لـ"الثورة".. مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لرفع العقوبات  "روح الشام" دعم المشاريع الصغيرة وربطها بالأعمال الخيرية