الثورة – ريم صالح:
هي جريمة حرب، بل هي مجزرة ترقى إلى مستوى مجازر الإبادة.. هذا أقل ما يمكن أن نقوله عن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف مدينة جنين ومخيمها.
قوات الاحتلال الإسرائيلي لم ترحم طفلاً ولا مسناً ولا حتى امرأة، حتى المنازل والممتلكات والبنى التحتية والمعالم الدينية والمقدسات لم تنجُ من إرهاب تلك القوات، حيث الحصيلة النهائية للعدوان الإسرائيلي كانت ارتقاء ١٢ شهيداً فلسطينياً بينهم ٥ أطفال، بينما تجاوز عدد الجرحى الـ١٤٠ جريحاً بينهم نحو ٢٠ مصاباً في حالة حرجة.
بالصواريخ والرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع استهدف الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين في جنين ومخيمها، وأمعن في تجريف الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى المدينة ومخيمها، ليس هذا فحسب بل إن العدوان أدى أيضاً إلى تضرر ٨٠٪ من منازل جنين، فضلاً عن تدمير شبكات المياه، والكهرباء، والهواتف الأرضية، والصرف الصحي، والبنية التحتية، ناهيك عن حرق وتخريب مركبات الفلسطينيين وإتلافها، دون أن ننسى كذلك أن الاحتلال في عدوانه الأخير هجَّر أكثر من ٣٥٠٠ فلسطيني، بعد أن هددهم بقتلهم، وقصفهم، ودك بيوتهم فوق رؤوسهم، إن لم يغادروها على الفور.
وبحسب إحصائيات فلسطينية فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت ٤ مبان بالكامل، تكلفة إعادة اعمارها ١,٥مليون دولار، أما عدد المباني المتضررة فقد بلغ ٢٥ مبنى، تكلفة إعادة اعمارها تقدر بمليوني دولار، أما الوحدات السكنية التي تعرضت لأضرار جزئية فقد بلغ عددها ٢٥٠ وحدة، تكلفة إعادة إعمارها تقدر ب ٢,٥مليون دولار، بينما بلغ عدد المباني التجارية والخدماتية المتضررة ١٥٠ منشأة بتكلفة ٥ ملايين دولار.
حتى المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والمساحات المزروعة لم تسلم من إرهاب المحتل الإسرائيلي وحقده الأعمى، وعلى سبيل الذكر لاالحصر تضرر جامع الأنصار بالكامل، كما تضررت كنيسة اللاتين، والعديد من المشافي، والمدارس، في أنحاء متفرقة من جنين، ومخيمها.
والجدير ذكره هنا أن هذا العدوان الإسرائيلي على جنين هو الأكبر على الإطلاق منذ الاجتياح الكبير لها عام ٢٠٠٢، حيث استخدم العدو الإسرائيلي في عدوانه الأخير الضربات الصاروخية الجوية، وأيضاً المسيرات، والجرافات العسكرية التي شردت الآلاف من أبناء جنين ومخيمها.
قوات الاحتلال أيضاً أظهرت وحشيتها المطلقة في تعاطيها مع سيارات الإسعاف حيث منعتها من دخول جنين لإنقاذ ضحاياها وجرحاها.
كل ذلك جرى على مرأى ومسمع العالم بأسره الذي انقسم بين متفرج ومندد وقلق في أعلى تقدير.