الثورة – دينا الحمد:
هكذا التفّ الشعب الفلسطيني حول مقاومته، ففي كل قرية فلسطينية محتلة، وفي كل مدينة فلسطينية محتلة، في 1948 أو بعدها، استنفر الجميع لنصرة “جنين” فباتت الأخيرة ومخيمها أيقونة النصر والصمود، مع أن المقاومين لا يملكون سوى أسلحتهم الخفيفة بوجه أعتى آلة عسكرية فتاكة.
أما جنين ومخيمها فسطرا انتصاراً جديداً للشعب الفلسطيني، وقاوما آلة البطش الصهيونية ببسالة، بفضل إرادة المقاومين وعزيمتهم وبسالتهم وكسرهم لشوكة الاحتلال وتبديد أوهامه بأنه قادر على طمس حقوق الفلسطينيين وهزيمتهم، وبفضل وحدة الشعب الفلسطيني، وهذا الانتصار للمخيم ما هو إلا امتداد لانتصار الشعب الفلسطيني في معركة سيف القدس، حيث أوصل رسالة للاحتلال بأن أرض جنين ومخيمها محرَّمة عليه.
فقد تصدت المقاومة الفلسطينية للمحتلين ومنعت تحقيق أهدافهم رغم القصف العشوائي على الأحياء السكنية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ورغم استهدافها المدنيين بالذخيرة الحية، ورغم قطعها المياه والكهرباء عن السكان الآمنين، ورغم استشهاد العشرات من الفلسطينيين.
وأكثر ما يدعو للاستغراب أن واشنطن رغم كل هذه الجرائم النكراء مازالت على خطا دعم الكيان الإسرائيلي وإرهابه.. فالمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي قال لشبكة سي إن إن الأميركية إن بلاده تراقب الأحداث في فلسطين، وأنها تدعم ما سماه “أمن إسرائيل” متجاهلاً انتهاك حقوق الفلسطينيين من قبل هذا الكيان الغاصب.
والأمر ذاته ينسحب على الدول الأوروبية التي تتغنى بالدفاع عن حقوق الإنسان فلم تسارع إلى التدخل لوقف العدوان ولا التنديد بجرائم قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة لتؤكد سيرة نفاقها وتبعيتها للولايات المتحدة، وتنفيذ أوامرها وإملاءاتها رغم أن منظمات حقوق الإنسان في أوروبا ذاتها وثَّقت بأن قوات الاحتلال ارتكبت جرائم في جنين، وأنها ترقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.