الثورة – أسماء الفريح:
استولى مستوطنون فجر اليوم على منزل عائلة فلسطينية في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة في القدس المحتلة بعد اقتحامه من قبل قوات الاحتلال وإخلائه من أصحابه الأصليين واعتقال المتضامنين مع العائلة هناك.
ونقلت وكالة وفا عن “أحمد صب لبن” وهو أحد القاطنين في المنزل قوله ..هذا ما أخذناه كعائلة من منزلنا بعد أن تم إخلاؤنا صباحا ..شجرة من عمر ابني مصطفى كبرت معه في هذا البيت وعمرها اليوم يتجاوز17 عاما ولم نطالب إلا بها كعائلة لتبقى معنا ذكرى إلى حين عودتنا إن شاء الله”.
وكانت قوات الاحتلال قمعت منذ ساعات الصباح وقفة احتجاجية بمشاركة عشرات المتضامنين والأهالي في القدس القديمة رفضا لإخلاء منزل عائلة “صب لبن” حيث ردد المشاركون فيها الشعارات والهتافات التي تدعو الاحتلال إلى إخلاء المستوطنين من المنزل وإعادته إلى مالكيه الأصليين لكن قوات الاحتلال أجبرتهم على ترك المكان واعتدت على عدد منهم واعتقلت خمسة آخرين .
يشار إلى أن منزل عائلة “صب لبن” يقع على بعد عدة أمتار من المسجد الأقصى المبارك وهي تشغله منذ عام 1953.
هذا وأكدت وزارة شؤون القدس في بيان لها أن استيلاء المستوطنين بحماية قوات الاحتلال على منزل عائلة “صب لبن” الذي تقيم فيه منذ عام 1953 يمثل “لصوصية” و”تطهيرا عرقيا” كما أنه يرقى إلى “جريمة حرب”.
وقالت الوزارة إن قوات كبيرة من الاحتلال نفذت عملية إخلاء الزوجين المسنين نورا غيث-صب لبن “68” عاما ومصطفى صب لبن “72” عاما في أبشع الصور بعد استفزازات ومضايقات واعتداءات استمرت 45 عاما مضيفة : “لقد ضربت حكومة الاحتلال عرض الحائط بكل الدعوات الدولية، بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي، لوقف هذه الجريمة التي طالت منزلا قريبا من المسجد الأقصى”.
وتابعت: “تطبق حكومة الاحتلال نظام الفصل العنصري بأبشع أشكاله في المدينة المحتلة” محذرة من أن يكون الإخلاء بمثابة مقدمة للاستيلاء على المزيد من المنازل الفلسطينية وخاصة في البلدة القديمة وسلوان والشيخ جراح وغيرها من الأحياء بالمدينة المحتلة ولاسيما أن الاستيلاء على المنزل يتزامن مع تصاعد استيطاني محموم تشهده كل أرجاء المدينة ويشمل إجراءات بإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية”.
ودعت وزارة شؤون القدس المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والحاسم لوقف جميع إجراءات الإخلاء القسري وهدم المنازل والمخططات الاستعمارية الاستيطانية ومحاولات تقسيم المسجد الأقصى والاعتداءات على المقدسات.
من جانبه , شدد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح على أن الاستيلاء على منزل عائلة “صب لبن” وإخلائه بالقوة وتسليمه إلى المستوطنين هو عمل إرهابي وجريمة حرب هدفها طرد السكان الفلسطينيين من المدينة المقدسة.
وقال فتوح في تصريح له إن قرار التهجير الخطير يأتي في سياق محاولات الاحتلال وجماعات المستوطنين الاستيلاء على أكبر عدد من المنازل الفلسطينية في البلدة القديمة وتحديدا في محيط المسجد الأقصى لأهداف تطهيرية عنصرية، للقضاء على الوجود الفلسطيني ضمن نظام الفصل العنصري الذي يطبقه الاحتلال على الأراضي المحتلة وخاصة مدينة القدس التاريخية مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك الفوري واتخاذ خطوات عملية لوقف جميع قرارات الإخلاء القسري وهدم المنازل وحماية المدينة المقدسة من المخططات الإجرامية التهويدية.