لم يعد خافياً على كل متابع لسياسة الولايات المتحده الأميركية وخاصة بعد القرار الخطير والتصعيد غير المسبوق الذي اتخذته إدارة بايدن بتزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية محرمة دولياً أن أميركا تحاول إطالة الحرب في أوكرانيا عبر سيل المساعدات العسكرية الحديثه والتي تساهم في قتل المدنيين والعسكريين على حد سواء لاسيما وأن القنبلة العنقودية تحمل العديد من القنابل الصغيرة التي تنفجر في أي وقت دون تمييز بين طفل أو شيخ أوجندي.
الولايات المتحدة الأميركية تستغل ضعف وعمالة الرئيس زيلنسكي للاستمرار في الحرب ولو كان ذلك بسقوط آخر جندي أوكراني وتشجعه على ذلك من خلال تقديم الدعم المالي والعسكري الذي يسهم في إطالة الحرب دون أن يحقق لزيلنسكي أي إنجاز يذكر، ما يعني أن الولايات المتحده الأميركية تحاول استنزاف روسيا عبر الاستمرار في تقديم الدعم العسكري الأميركي والأوروبي متوهمة أن ذلك يمكن أن يحافظ على هيمنتها على العالم بإضعاف روسيا واستنزاف عامل القوة لديها الذي من شأنه ردع المشاريع الاستعمارية الأميركية.
الولايات المتحدة الأميركية التي تدعي نفاقاً أنها تدافع عن حقوق الإنسان تخرق الاتفاقيات الدولية عندما يتعلق الأمر بتنفيذ أجندتها العدوانية وهذا ما يتضح من خلال تقديم القنابل العنقودية لأوكرنيا واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في العراق مثل الفوسفور الأبيض وغير ذلك من هذه الاستخدامات التي تحقق مصالحها الاستعمارية، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على نفاقها السياسي والأخلاقي والإنساني عندما تدعي دفاعها عن حقوق الإنسان، والحقيقة أن مصالحها فوق كل اعتبار ولا قيمة للقرارات الدولية أو حياة الإنسان عندما يتعلق الأمر بتنفيذ أجندتها الاستعمارية.
ما تقوم به الولايات المتحدة من أعمال طائشة وتصعيد خطير مدان ومستهجن لن يحقق لها أوهامها بالحفاظ على نظام عالمي أحادي القطب تهيمن على العالم من خلاله لأن روسيا تحقق الانجازات في الميدان رغم الدعم اللامحدود الأميركي الأوروبي ولن يكون مصير النفاق الأميركي والاستهتار بالقرارات الدولية واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً وسياسة التوحش والقتل والتدمير الا الفشل والخزي والعار، فالعالم أمام مرحلة دقيقة تؤكد على أفول نظام القطب الواحد والبدء بتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب تكون فيه روسيا والصين وقوى أخرى أقطاب لايمكن تجاوزها.