الثورة-ترجمة رشا غانم:
تم اكتشاف مواد عضوية على سطح المريخ مرّة أخرى، والتي من شأنها أن تقدم دلائل حيةً للعلماء عن وجود حياة على الكوكب الأحمر، كما تم اكتشاف جزيئات مماثلة سابقاً تحتوي في الغالب على الكربون، الهيدروجين، الاكسجين، النتروجين والكبريت في النيازك المريخية وفي فوهة غيل للكوكب، والآن اكتشفت مركبة ناسا-برسفيرنس روفر- مركبات عضوية في فوهة جيزيرو لكوكب المريخ- وهي عبارة عن حوض بحيرة قديم يتمتع بإمكانات عالية لصلاحية السكن في الماضي.
تُشير هذه النتائج إلى وجود نظام معقد أكثر مما كان يُعتقد سابقاً، ولربما كان موجوداً في الماضي، كما أن فحصها بشكل دقيق من شأنه أن يساعد الخبراء معرفة فيما إذا كان هناك حياة على الكوكب الأحمر، ولكن لن تشير النتيجة إلى وجود حياة على الكوكب فوراً، فهذه الجزيئات العضوية مترافقة مع العمليات الحياتية والبيولوجية، ولكن يمكن أن تكون أيضاً ناجمة عن عمليات غير بيولوجية أيضاً.
ومن جهته، أفاد فريق من الباحثين في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا:” هناك عدّة تفسيرات لأصل المواد العضوية ومن ضمنها التفاعلات بين الماء والصخور أو الرواسب بسبب الغبار بين الكواكب أو الشهب، ولم يتم استبعاد الأصول الحيوية – المشتقة من الكائنات الحية.
وكتبوا:” إنّ وجود وتوزيع المواد العضوية الثابتة على سطح المريخ من شأنه أن يزودنا بالمعلومات الأساسية والمفتاحية عن دورة الكربون للمريخ ويشير إلى احتمالية وإمكانية استضافته الكوكب للحياة عبر تاريخه، كما تدل النتائج على إمكانية وجود تنوع في الجزيئات العطرية المنتشرة على سطح المريخ، وتبقى هذه المواد على الرغم من تعرضها للظروف السطحية”.
“توجد تلك الجزيئات العطرية المحتملة بكثرة في المعادن المرتبطة بالعمليات المائية، الأمر الذي يدل على أنه يمكن لتلك العمليات أن يكون لها دور أساسي في التكوين العضوي أو النقل أو الحفظ”.
يُذكر أنّ مركبة روفر التابعة لناسا هبطت داخل فوهة جيزيرو في شباط 2021، ومنذ ذلك الحين، كان العلماء يستكشفون التركيب الجيولوجي لأرضية الفوّهة باستخدام مجموعة من الأدوات على متن المركبة الجوالة التي يمكنها التقاط صور للصخور وتحليلها، وقال الفريق إن العينات ستحتاج إلى إعادتها إلى الأرض لتحليلها في المختبر، لتأكيد أصل الجزيئات.
وختم، وبدوره، المؤلف المشارك في الورقة البحثية وزميل البحث في متحف التاريخ الطبيعي-د.جوزيف رازيل هوليس:” لا يمكننا تحديد أي جزيئات عضوية معينة من البيانات حتى الآن، ولكن من خلال العثور على عينات قد تحتوي على مواد عضوية، فإننا نضع علامة عليها على أنها مثيرة للاهتمام للغاية لمزيد من الدراسة وقد خزنت المركبة العديد من العينات التي نأمل أن يتم إعادتها إلى الأرض لمزيد من التحليل التفصيلي”.
“بينما ما زلنا لا نستطيع أن نقول على وجه اليقين ما إذا كان المريخ صالحاً للسكن في ذلك الوقت، يعتقد علماء الأحياء الفلكية أن وجود مواد عضوية متنوعة مهمة للغاية لإمكانية استضافة كوكب أو بيئة للحياة”.
المصدر – ديلي ميل
