الجميع يتحدث عن الهدف الرابع الذي يشكله التعليم كأحد أهداف التنمية المستدامة، ولهذا يطالب العالم بتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق هذا الهدف.. ولكن ونتيجة الظروف الصعبة التي وصل إليها التعليم قد نكون بحاجة أن نجعله الهدف الأول ولابد من التفكير الجماعي في كيفية تطور أنظمة التعليم لمواكبة ودعم تحول المجتمعات… وخاصة أن هذا الهدف وضع عام 2015 كجزء لا يتجزأ من خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ويتضمن مجموعة من 17 هدفاً تحويلياً، وهو يهدف إلى ضمان توفير تعليم جيد وعادل وشامل، وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع.
ولكن كيف سنحقق هذه الأهداف وما التحولات التعليمية التي وصلنا إليها خلال هذه السنوات الثماني من بدء انطلاق الهدف الرابع حتى الآن .. لعل مؤشرات الواقع تدل إلى وجود تراجع ظاهر في مستويات التعليم على اختلافه، وهناك عشرات الطلبة من أطفال وشباب هجروا التعليم لأسباب مختلفة، وهناك نقص بالمستلزمات والتجهيزات والكوادر التدريسية، وتراجع في أداء المعلمين وفي قيم التعليم والتقييم الذاتي، ومعالجة المخالفات المتعلقة بالطرق التدريسية، وتخلف الكثير من المعلمين عن أداء واجبهم طعماً في الدروس الخصوصية، وهناك مشكلات الامتحانات وغيرها وووو إلخ.
بالوقت الذي يسترشد الهدف الرابع بعشر غايات محددة تركز على مجموعة متنوعة من قضايا التعليم، بما في ذلك المساواة وتيسير سبل الوصول، وتنمية المهارات، ومحو الأمية العامة والحساب، والمرافق، والمعلمين، والتمويل. نجد كيف تتأزم مشكلات التعليم في أغلبية المدارس وخاصة في الأرياف، فلا يحصل الطالب على تعليم داعم ومناسب يضمن استمراره وخاصة أن هناك انتشاراً كبيراً للتعليم الخاص تحت مسميات ومعطيات مختلفة دفعت إلى تشتت الناس أكثر من تقديم الدعم التعليمي لهم. ولكون الهدف الأول لكل الأنواع المنتشرة من التعليم اليوم هو الربح، فلا بد من الإشارة إلى أن التحول في التعليم يعيش مرحلة الخطر.
ومع أن أنظمة التعليم الحديثة تدعو إلى التكيف مع المهارات المتغيرة المطلوبة في المجالات المختلفة، ما يجعل التعلم أكثر تركيزاً على الطالب، نلاحظ كيف يهمل هذا الهدف لدى الكثير من التربويين وفي الكثير من المؤسسات التعليمية، والتي وصلت إلى حد انخفاض الثقة بخططها وبرامجها التعليمية .. من المؤسف أن يقال إن هناك فشلاً واضحاً في بعض أنظمة التعليم الحالية بالوقت الذي يسير فيه العالم نحو تغيرات عميقة في التعليم التكنولوجي والذكي وغيره من التعليم الموجه نحو التنمية.