جمال شيخ بكري:
المبادرون بالأفكار هم المنتجون في المجتمع، هم أصحاب الشخصيات التي تمتلك بذور العطاء والإبداع، وعندما نتحدث عن أمثال هؤلاء تتملكنا الرغبة الجامحة لمعرفة الخفايا التي يكنونها في حياتهم حتى وصلوا لهدفهم المنشود.
عندما ندقق في مسيرة يومهم نتأكد بعد التمحيص وجود احترامهم للوقت، فلا يضيعون دقيقة واحدة من ساعاتهم المفعمة بالعمل، فهم يستثمرون كل دقيقة ويحولونها إلى عمل خلاق ومنتج.
المبادرون بالأفكار لا توقفهم العثرات أو الجدران، فهم إن تعثروا ينهضون من جديد، ويكررون المحاولة مهما كانت الصعاب، ومع كل تعثر نراهم يحاولن الاستفادة ممن خاضوا التجارب من الذين سبقوهم في المهنة والخبرة ولا يجدون غضاضة من السؤال مهما صغر أو كبر.
فالمبادرون في تحصيل النجاح والتفوق والمجد نراهم ذهناً متقداً ولديهم همة لا تعرف الركون والاستسلام للصعاب، وجرأة في الاستفسار عن كل صغيرة وكبيرة في الاختصاص الذي يغوصون فيه ونجدهم دائماً في حالة بحث واستقصاء لإيجاد الحلول لكل معضلة تقف أمامهم ومثال ذلك من طبيب وصلت شهرته الآفاق في اختصاصه ويقصده الناس أينما حل أو ارتحل، ومع ذلك نراه يبحث عن كل جديد في العلم والطب ليستفيد منه.
وهكذا المهندس والمحامي والمعلم وأصحاب الحرف والمهن الأكفاء الذين كتبوا أسماءهم في سجل المبادرين والبحث عن الحقيقة وينطبق عليهم القول الحكيم لكل مجتهد نصيب.
وهؤلاء على عكس المنكفئين الراكنين الذين لا يبادرون وحياتهم فيها ما فيها من إضاعة الوقت والمال والعلم وعمرهم يمضي هكذا سدى لا فائدة ترجى من وجودهم فهم نكرة في المجتمع ونراهم صفر اليدين ويعيشون عالة على أسرهم ومجتمعهم، وإذا سألتهم عن سبب فشلهم وتعثرهم يتحججون بأسباب واهية غير مقنعة.
وختاماً المبادرة والمحاولة الحثيثة والدؤوبة هي طريق الأمان والسلامة لتحقيق حياة ناجحة بكل المقاييس وعلينا أن نوجه أبناءنا دائماً ليبادروا ونشجعهم حتى وإن تعثروا في البداية وأن نأخذ بيدهم ليكونوا لبنة قوية في مجتمع يحتاج إلى المبادرين الجادين في تحصيل الجديد والمفيد لهم ولأهلهم ومجتمعهم.
وهذا الكلام يستفيد منه الأبناء الذين نجحوا في تحصيل الشهادة الثانوية بكل فروعها بأن يخططوا لمستقبلهم وأن يتمكنوا من الاختصاص الذي سيكونون فيه ويغوصون في البحث والتحصيل العلمي من أوسع أبوابه لينطلقوا بعد ذلك للحياة العملية بكل همة ونشاط وليعلموا أن طريق المجد يبدأ من هنا بعد التخرج من الجامعة أو المعهد، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة.