هو الكوبوي الأميركي يمتطي طائرات احتلاله في سورية ويلوّح بحبل الإثارة لينفذ فلماً جديداً في قرية العكيدات بريف دير الزور الشرقي.. يهبط على السكان بالرشاشات ويثير الذعر بين الأهالي ويخطف مع كومبارس تنظيماته الانفصالية(قسد)مجموعة من السكان.. ووسط الصمت الأميركي عن سبب هذه العملية ومعنى الإنزال الجوي الهوليودي في هذه المرحلة من عمر الحرب.. يفضح شكل العملية مرة أخرى ماقبلها ومابعدها.. ويشرح المشهد بنفسه سبب الهمجية الأميركية في سلسلة أفلامها الهوليودية من العيار العسكري، فالحجة بالتأكيد لأي إنزال أو هجوم أو احتلال هي محاربة داعش على لسان من بررها وسيبررها لاحقاً من الأميركيين أما على أرض الواقع والحقيقة فهي رواية أميركية تضاف إلى حكايات ألف ليلة وليلة الداعشية التي تكتبها واشنطن لتبرر وجودها غير الشرعي في سورية قبل صياح الديك الأممي وبعده أيضاً.. فهذا الديك يعمل بأمر السياف الأميركي ولا معنى لوجوده إلا لتكتمل عناصر الحبكات الغربية وقصصها ورواياتها عن الإرهاب ومكافحته المزعومة لها وعن نشر حقوق الإنسان بالاحتلال والطائرات الحربية وتخريب البلدان وحصارها حتى اختناق الشعوب وانصياعهم للسياسة الأميركية وإمبرياليتها المتوحشة.
فالديك الأممي لا يصيح إلا عندما تطلب منه أميركيا أو يستدعي الموقف صوته وقلقه وهو اليوم ليس من شأنه حصار السوريين والضغط الأميركي بركبة قيصر على معدتهم أو حتى لهيب الحرارة والطقس في منازلهم وسط انقطاع التيار بسبب نهب وسرقة وجلوس واشنطن على مصادر الطاقة وآبار النفط والغاز في سورية بل إن الديك الأممي ينام كلما شاهد معاناة محافظة الحسكة وعطشها بسبب قطع الاحتلال التركي للمياه عنهم.. فهو أي هذا الديك مشغول بمهمة أخرى وله وظيفة من التصريحات تمهد ليكون عرافاً يتوقع ما سيحدث مستقبلاً بعيني واشنطن ونياتها حتى لو كان بعد عشرين عاماً..
فالأمم المتحدة صامتة عن كل مايجري في سورية وديكها الصياح مشغول بما يجري داخل سجون الإرهابيين التي تشرف عليها قسد وهو يزورها ليطمئن أن الوضع النفسي لهم جيد ولاينسى أن يندد بأي مخالفة حتى لو كانت فصل الذكور عن أمهاتهم فهو لا يهتم إذا كان أصلاً وضع هذه السجون والمعسكرات التي يشرف عليها حراس الإرهاب من قسد خطر على السوريين أو حتى العالم بأسره بل همه فقط أن الوضع داخل هذه السجون على ما يرام وأن الأعداد في تكاثر وأن الجنسيات الأجنبية من الإرهابيين ستطول إقامتها لدرجة أن ورد في تصريح خبيرة أممية زارت المخيمات وقالت إذا بقي الوضع كذلك سيبقى السجن مدة عشرين عاماً.. ربما كانت النية الأممية صادقة في إطلاق هذه التحذيرات ولكنها أي الذمة الأممية تختفي فجأة عند باقي الملفات والمناطق السورية فهي صامتة عن الاحتلال التركي والاحتلال الأميركي ولاينطلق صياح ديكها إلا في نتائج الكوارث أما في مسببات الحروب وصانعيها وخاصة من الأميركيين فمن المؤكد أن الديك الأممي يخشى من شهريار الأميركي فهو عضو دائم في القفز فوق كل قوانين الأمم المتحدة وانتهاكها.