عندما نقول التلفزيون العربي السوري فإننا نتحدث عن تاريخ من العطاء والإنجاز، فهو شاشة الوطن وصوت السوريين عبر عشرات السنين ونبض الكلمة وقوتها.
يحتفل التلفزيون العربي السوري هذه الأيام بذكرى مرور ٦٣ عاماً على تأسيسه بالتزامن مع شقيقه التلفزيون المصري، فقد انطلقا معاً في زمن الوحدة بين مصر وسورية، بل وفي يوم واحد، هو الثالث والعشرون من تموز عام 1960.
منذ البدايات اتسمت البرامج المطروحة مع بداية البث التلفزيوني بالجدية والثقافة الواسعة لكونها توجهت إلى الأسرة وإلى عامة المشاهدين بما يقدم لهم من أفكار إيجابية تسهم في تطوير مفاهيمهم وحتى اللحظة مايزال التلفزيون مثابراً على تقديم كل ماهو غني ومفيد، ففي الحرب الظالمة على سورية كان التلفزيون خلية نحل تعمل ليلاً نهاراً فقدم الحقيقة ووثق الأحداث بكل مصداقية وأمانة.
نعم، منذ الستينيات واجه المؤسسون الكثير من الصعوبات وقد استطاعوا أن يثبتوا أنفسهم بعدد قليل من العامليين والمهندسين والفنيين ليؤكدوا أن هذا التلفزيون هو النافذة الثقافية والحضارية والفكرية إلى العالم.
واليوم رغم الظروف المحيطة بنا مايزال السوري سواء أكان فنياً أم فناناً أم عاملاً يقدم أعمالاً باهرة ولافتة..فهل ننسى أن من سورية انطلق عمالقة الفن وديع الصافي وفيروز وصباح فخري إلى العالم العربي؟ وهل ننسى الفنانين السوريين دريد لحام ونهاد قلعي وناجي جبر وغيرهم الكثيرين اللذين قدموا أعمالاً ماتزال محفورة في الذاكرة.
لن نحتفي يوماً ونركن الذكرى على رفوف النسيان بل سنعيد إلى الذاكرة النبض الذي أشعل يقين السوريين بإرادة الانتصار على مدى السنوات الآفلة، تلك الذكرى تشكل لوحة الجمال الأسمى والأنقى التي صنعها السوريون الذين يعبرون من عام إلى عام ويقينهم صنعوه بأيديهم وانتصارهم يخطون سطوره على قائمة التاريخ ليسجل .. هنا صمد السوريون .. هنا العطاء .. هنا الإبداع .. هنا الحضارة.