الثورة:
“ما لم يكتبه شكسبير” عرض مسرحي بلور مواهب وخبرة ودراسة أكاديمية، تجلوا عبر معطيات احترافيه، برزت بوضوح، وكانت محط إعجاب الجمهور والنقاد معاً، لما قدمه طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية، من أداء احترافي أخاذ، وأكثر ما لفت الأنظار أن النص المسرحي، كان من تأليف أحد الطلاب بإشراف الفنان “عروة العربي”..
عن النص المسرحي” ما لم يكتبه شكسبير” تحدث الفنان ” خالد النجار” قائلاً: بداية الفكرة تم طرحها من قبل الأستاذ المشرف على مشروع تخرجنا الأستاذ ” عروة العربي”
الهاجس والهدف الرئيسي كان لهكذا فكرة، هو السعي الجاد لإنصاف كافة الطلاب الممثلين في هذه الدفعة، وإيصالهم لصيغة عرض تتيح لكل ممثل أن يبرز من خلالها كافة أدواته وخبراته في فن التمثيل، التي اختزنها خلال السنوات الدراسية الأربعة بعدل وإنصاف..
في البداية
كنا والأستاذ عروة كدفعة أمام خيارين.. إما أن نغير فكرة المشروع ونعتمد نصاً جاهزاً لأحد الكتاب العالميين، نشتغل عليه، لأن النص المرتجل بحاجة لمدة لا تقل عن ستة أشهر، كي نصل إلى صيغة العرض، وهذا الشي طبعاً لمسناه خلال كل سنوات التخرج التي مرت. فالعروض المرتجلة كانت تاخد مدة ٦ أو ٧ أشهر ليتم إنجازها، والخيار الثاني أن يثق الأستاذ المشرف بقدرتي كطالب على إنجاز هكذا نص، بعد تجربة صغيرة لي بالكتابة، مررت فيها مع الأستاذ عروة خلال إنجاز مشروع الحضيض
.. أعطاني الأستاذ كل الدعم والتشجيع والتقدير لكتابة هذا العمل.
انطلقت بالكتابة بناءً على الفكرة نفسها بخطوطها الرئيسية، بعد قراءة ودراسة شاملة لكل مسرحيات و سوناتات الكاتب “ويليام شكسبير”.. استطعت من خلالها أن أفهم طبيعة هذا الكاتب، والصور الأدبية والكنايات والتشبيهات، التي كانت تميز اللغة الشكسبيرية، ساعدني على هذا الشيء الكم الكبير من القراءة الأدبية والشعرية التي اختزنتها خلال سنوات دراستي بالمعهد، وطبعاً محاولاتي العديدة للكتابة، من خواطر و نثريات و قصص قصيرة..
و هذا كان بالتزامن مع دوامي بالمعهد وحضوري للدروس بالمواد والمتبقية والبروفات، وهنا كانت المرحلة الأصعب بالنسبة لي بصراحة كطالب لأنجز مهامي الأكاديمية. وبدأتً بكتابة كل مشهد بمفرده حسب تراتبية العرض، بالاستعانة والاقتباس من مسرحيات الكاتب، وكنت كل ما أكتب مشهداً وأنجزه بالوقت المطلوب كنت أحظى بالتشجيع والدعم والإعجاب من الأستاذ عروة وطلاب دفعتي، وهذا ما دفعني جاهداً، كي لا أخيب الآمال، رغم كم المسؤولية، والجهد الذي كان ملقياً على عاتقي، فكنت أكتب المشاهد الكبيرة كاملة بالبيت وخلال البروفات، أتابع بحذر، أسجل ملاحظاتي لصياغة أي تعديل أو إضافة كانت تصاغ خلال البروفات، مداخلات الشخصيات على بعضها والخطوط التي كانت تربط كل مشهد بالمشهد، وصولاً للصيغة النهائية للنص..
طبعاً كان التركيز والاهتمام بهذه الفكرة على كيفية تبرير ومنطقية كل المصائر الجديدة للشخصيات بحيث نحافظ على الأدب الشكسبيري، أو حتى نخرج خارج نطاق المنطق الذي تحمله هذه الشخصيات، بالإضافة للتركيز على إلقاء الضوء على كافة التابوهات، التي كانت تستند عليها نصوص الكاتب “ويليام شكسبير”.
من السلطة إلى الدين، إلى السياسة إلى الحب، والخيانة وحتى التفرقة العنصرية، والعرقية، ومعاناة الإنسان، نتيجة كل هذه المعطيات والاختلافات الموجودة في زمن شكسبير، وتمتد إلى زمننا الحالي، وصولاً لنتيجة ما حمله العرض من قيّم إنسانية، يحتاج إليها الإنسان في نهاية المطاف، لكي يبقي على وجوده وعيشه بسلام و حب.