الثورة – يمن سليمان عباس:
ما من شيء في هذا العالم إلا وهو خطاب وتواصل بعضه بشكل صورة وآخر كلام وكتابة وهذا ما يسمى الخطاب.. كتاب الخطاب وإنتاج المعرفة الصادر حديثاً عن دار التكوين بدمشق يناقش ذلك، ويرى أن الخطاب أشكال وأنواع اشتغل العلم بتحليلها وقد شغل تحليل الخطاب النقدي منذ مدة ليست بالقصيرة، حيزاً مركزياً في خارطة اللسانيات المعاصرة بوصفه وريثاً شرعياً لها وامتداداً لعقود طويلة من الدرس اللغوي الحديث. وتحليل الخطاب النقدي لا يشبه أسلافه المنضوين تحت مظلة اللسانيات كعلمي الدلالة والتداولية في آلية تناول مفردات الخطاب وفحصها وتفكيكها مجهرياً، بل يختلف عنها تنظيراً وتطبيقاً ووظيفة. يتكئ تحليل الخطاب النقدي على منظومة كفوءة ومتقدمة من المجسات اللغوية التي تشتغل على قراءة الخطاب في ضوء سياقاته الزمانية والمكانية، فهو يشترك مع الطب الجنائي في اقتفاء الأثر بدقة والتقاط الأدلة بمهارة، ما يعني أن الحدث ركن أساس في عملية الكشف عن طبقات الخطاب وأغراضه وشفراته الخفية؛ وهذا ما جعل من تحليل الخطاب النقدي يهيمن على المشهد اللساني الراهن انطلاقاً من حركيته الفائقة وقدرته على تشريح الأفكار المخبوءة ضمن أي لغة كونية.
وقد تنبه العرب القدماء إلى أهمية الخطاب ألم يقولوا المرء مخبوء تحت لسانه؟.
كتاب الخطاب وإنتاج المعرفة
تأليف: فان دايك
ترجمة: أيهم محمود العبّاد
إصدارات دار التكوين الشارقة 2023