حرائق جديدة، وقليل فقط من اشتداد النار.. فقط القليل، وتخسر اللاذقية غطاءها الحراجي والشجري، وتتحول إلى أرض قاحلة على البحر، بأسباب عديدة منها التراخي واللامبالاة وسوء الإدارة التي قضت على حراج عمر بعضها يتجاوز الألف عام.
على لسان كل سوري غيور، وكل من زار أو قَطن اللاذقية سؤال واحد فقط: ما الذي فعله المعنيون بالمحافظة قبل قدوم الصيف؟ وما الذي فعلته وزارة الإدارة المحلية في التحوط تجاه الحريق الأول والثاني والثالث والرابع والخامس وصولاً إلى اليوم؟
في الحكومة، تشكلت لجان لمتابعة تنفيذ المشاريع والمتطلبات والاحتياجات المحلية، وتم توزيع وزارات الحقائب على المحافظات التي ينتمي إليها الوزير أصلاً كونهم الأقدر على معرفة احتياجاتها وأوجاعها، وعليه فقد كانت وزارة الإدارة المحلية من نصيب اللاذقية، وتشاء المصادفات أنها الوزارة المعنية بكل ما يتصل بتجهيزات مكافحة الحريق وإطفائه والسيطرة عليه، كما هي المعنية بالإشراف على المحافظين وعملهم، ورغم ذلك تتجدد الحرائق ويشتد سعيرها كل عام ومن دون خطة مسبقة مع قصور في التجهيزات.
حتى اليوم لم تخرج علينا الإدارة المحلية ولا المحافظة بخطة عمل، وحتى اليوم لم نرَ تحركاً حقيقياً يوازي ما يطرحه فلاح عادي عاش بين الأرض والشجر، اللهم إلا خطوط النار التي يتم تصويرها والآليات تجرف مساحات من الأشجار لخلق طريق فاصل في حال وقوع حريق جديد، ولكن الحريق محتال وينشب مجدداً.
فهل هو فشل الأجهزة التنفيذية في النهوض بمهامها تجاه مصير وحياة وأملاك أجيال بأكملها، وعدم الحفاظ على ثروة طبيعية نجح أجدادنا وآباؤنا في نقلها إلينا بكل أمانة؟ والغريب أن الكارثة سنوية، فالحريق ينشب ويلتهم ما شاء ومن ثم حريق آخر.