الثورة:
حدد العلماء مؤخرًا أكثر بقعة مشمسة على الأرض، ولها نفس إشعاع كوكب الزهرة حيث تمتاز بارتفاع مدهش بدرجة الحرارة، فغالبًا ما يكون متوسط درجات الحرارة أعلى بقليل من 39.2 درجة.
حيث أكثر بقعة مشمسة على وجه الأرض هي منطقة ألتيبلانو والتي توجد في صحراء أتاكاما، وهي هضبة قاحلة بالقرب من جبال الأنديز في جمهورية تشيلي، غرب غربي أمريكا الجنوبية، حيث تستقبل قدرًا كبيرًا من أشعة الشمس مثل كوكب الزهرة.
في حين أن هذه الرقعة المشمسة، التي تقع على ارتفاع 13،120 قدمًا (4000 متر) تقريبًا، تكون باردة وجافة بشكل طبيعي، فإنها تتعرض لضوء الشمس أكثر من الأماكن القريبة من خط الاستواء أو على ارتفاع أعلى، وذلك وفقًا لدراسة نُشرت في مطلع هذا الشهر في الولايات المتحدة.
تعد صحراء أتاكاما خاصة لعدة أسباب:
– صحراء أتاكاما أقدم صحراء على وجه الأرض.
– صحراء أتاكاما أكثر الصحاري جفافاً خارج القطبين.
– صحراء أتاكاما أوضح مكان لمشاهدة سماء الليل.
– هضبة ألتيبلانو والتي تقع بصحراء أتاكاما تتميز بإشعاعها الشمسي، أو ناتج الطاقة الضوئية المنبعثة من الشمس إلى الأرض.
حيث كشف تحليل أجرته جامعة سانتياجو حيث قام العلماء بقياس الرقم القياسي العالمي عند هضبة ألتيبلانو عند 2177 واط لكل متر مربع. وللمقارنة، يبلغ مستوى الإشعاع في الجزء العلوي من الغلاف الجوي للأرض حوالي 1360 واط لكل متر مربع، وفقًا لدراسة مجلة الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية
حيث إن مستوى الإشعاع بهضبة ألتيبلانو الذي تتلقاه في الصيف هو نفسه الذي تتلقاه إذا كنت تقف على كوكب الزهرة”.
فان المقارنة “لا تصدق” بالنظر إلى أن كوكب الزهرة أقرب إلى الشمس بحوالي 28٪ من الأرض، حيث يبلغ متوسط الإشعاع الشمسي على الهضبة حوالي 308 واط لكل متر مربع – وهو رقم قياسي عالمي آخر يحطم أو يفوق ضعف ما تم تسجيله في وسط أوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة، وفقًا للدراسة.
ومن جهته يوضح سيجي كاتو، عالم الغلاف الجوي : “عندما ينتقل الإشعاع الشمسي عبر الغلاف الجوي، يمتصه بخار الماء ويتناثر بواسطة الغيوم والهباء الجوي، الموقع الذي يقع فوق طبقة بخار الماء وبه عدد أقل من الغيوم والهباء الجوي، يتلقى حتماً المزيد من أشعة الشمس “.
وفقًا للدراسة هناك سبب آخر لكون تشيلي أكثر بقعة مشمسة على وجه الأرض، وهو موقعها الجغرافي، حيث تقع في نصف الكرة الجنوبي. وبشكل خاص في الصيف عندما يكون مدار الأرض أقرب إلى الشمس، تصل إلى نقطة تعرف باسم الحضيض الشمسي في أوائل شهر كانون الثاني، مما يؤدي إلى زيادة في الإشعاع الشمسي بنسبة 7 ٪ أعلى في نصف الكرة الجنوبي مقابل نصف الكرة الشمالي.
على الرغم من أن وجود وفرة من أشعة الشمس قد يكون له مزايا، إلا أن هذا القدر من التعرض يمكن أن يكون له سلبيات، إذا تعرض الإنسان لمثل هذا الخطر الإشعاعي الكبير، عليه حماية بشرته، وفي هذا الموقع بالذات، بالنسبة للأشخاص الذين يعملون هناك … فهم يدركون أن الإشعاع المرتفع خطر حقًا” لافتًا أنهم يعرفون الآن “مدى ارتفاعه حقًا. يُعتقد أن الأشعة فوق البنفسجية واسعة الطيف مسرطنة وتُعد عاملاً من العوامل المسببة لسرطان الجلد.
يذكر أن بيانات الأقمار الصناعية أظهرت أن هذه المنطقة تحصل على أكبر قدر من ضوء الشمس في العالم، وتساعد الدراسة الجديدة في إعادة تأكيد وتوضيح سبب تلقيها مثل هذه المستويات العالية من الإشعاع.