احتكار محمي بقرار رسمي

يتم حماية الصناعة الوطنية والإنتاج الوطني من المنافسة الخارجية برفع الرسوم الجمركية، وهذا مبدأ الرسوم الجمركية المعتمد في كل دول العالم، ولكن هذا الأمر يرافقه إجراءات داخلية بمراقبة جودة المنتجات المحلية وضبط أسعارها.

في حالتنا ونتيجة إجراءات الحد من استنزاف القطع تم منع استيراد بعض المنتجات بدل رفع الرسوم الجمركية لحماية المنتجات المحلية ولكن ذلك لم يترافق بمراقبة الجودة، ولا ضبط الأسعار حتى تحول الأمر الى احتكار محمي بقرار رسمي.

خلال أقل من شهر تم التواصل معي من خمس أشخاص طلباً للمساعدة فيما إذا كنت أعرف بعض الجمعيات الخيرية لتأمين حفاضات للكبار والتي تستخدمها شريحة كبيرة اليوم من كبار السن والجرحى ومصابي الحرب لارتفاع أسعارها وعجز العائلات عن تحمل هذه الأعباء، متابعة للموضوع تبين أن الحفاضات ممنوع توريدها حماية للصناعة الوطنية، والتي تعتبر كافية للسوق بالنسبة لحفاضات الأطفال بوجود عدد كاف من المعامل، أما بالنسبة لحفاضات الكبار فهناك معملان فقط، وإنتاجهم يباع في سورية بضعف سعرها في لبنان أو الأردن الأمر الذي أرهق الكثير من العائلات وأصابهم بالعجز المادي، والسؤال لماذا يتم حماية معملين فقط يقومان بتصنيع هذه الحفاضات دون أن تتدخل الجهات المعنية بمراقبة الجودة والسعر؟ .. أكيد العقوبات وصعوبة التمويل قد ترفع من سعر المُنتجات المحلية عن غيرها في دول الجوار، ولكن بالتأكيد ليس إلى الضعف، وطبعاً الأمر ينسحب على منتجات أخرى مثل السماد الذي يخضع للمنع والحصر، فالتوريد ممنوع لحماية الإنتاج المحلي والاستيراد محصور بالمصرف الزراعي الذي ينفذ عن طريق التجار.

منع الاستيراد أو حصره يجب أن يترافق بمراقبة دقيقة للمواصفة والأسعار وغير ذلك يتحول الأمر لاحتكار بقرار رسمي، ومراقبة الجودة يجب ألا تقتصر على العينات الموردة للمخابر لأنه على ما يبدو هناك شبكات لترتيب كل شيء من العيّنة الى المخبر.

حصر الاستيراد لبعض المنتجات بجهات وأشخاص، وكذلك منع الاستيراد يدفع الشارع ثمنه وكذلك الاقتصاد الوطني وتقتصر الفائدة على أصحاب الحظوة بالمنع أو الحصر، ولإعادة الأمور الى طبيعتها لا بد من اعتماد مبدأ رفع الرسوم الجمركية كإجراء وحيد لحماية الصناعة المحلية ورفع جودتها ومواصفاتها،” يعني إذا واحد عم يصنع ويبيع بسعر عال وجودة منخفضة فأحسن فالاستيراد أفضل من الاحتكار. “

آخر الأخبار
الرئيس الشرع إلى البرازيل.. فهم عميق للعبة التوازنات والتحالفات      هل يشهد سوق دمشق للأوراق المالية تحولاً جذرياً؟  لحظة تاريخية لإعادة بناء الوطن  وزير الاقتصاد يبحث مع نظيره العماني تعزيز التعاون المستشار الألماني يدعو لإعادة اللاجئين السوريين.. تحول في الخطاب أم مناورة انتخابية؟ صناعة النسيج تواجه الانكماش.. ارتفاع التكاليف والمصري منافس على الأرض القهوة وراء كل خبر.. لماذا يعتمد الصحفيون على الكافيين؟ إعادة التغذية الكهربائية لمحطة باب النيرب بحلب منظمة "يداً بيد" تدعم مستشفى إزرع بمستلزمات طبية إعادة الإعمار والرقابة وجهان لضرورة واحدة حملة لإزالة الإشغالات في أسواق الحميدية ومدحت باشا والبزورية محافظ درعا يبحث مع السفير الإيطالي الاحتياجات الخدمية والتنموية من الدمار إلى الإعمار... القابون يستعيد نبضه بالشراكة والحوار الموارد البشرية المؤهلة … مفتاح التغيير المؤسسي وإعادة البناء بدء مشروع تخطيط طريق حلب – غازي عنتاب كيف فرضت "البالة" نفسها على جيوب الحلبيين؟ سوريا تؤكد أمام اليونسكو التزامها بالتحديث التربوي الأمم المتحدة: بدء مرحلة ميدانية جديدة في سوريا للبحث عن المفقودين بعد سقوط النظام انتهاكات إسرائيلية ضد المدنيين وعمليات توغل هستيرية الشهر المنصرم صدام الحمود: زيارة الشرع لواشنطن تعيد سوريا إلى واجهة الاهتمام الدولي