الثورة _ ميساء الجردي:
تطور مشكلات ارتفاع الضغط الشرياني الرئوي في السنوات الأخيرة، وهو مرض قاتل يؤدي إلى الموت بأعمار صغيرة إذا لم يتم تشخيصه مبكراً، والتوعية به لإنقاذ حياة آلاف من الشباب وذلك وفقاً لرؤيتين الأولى :أنه مرض خفي أشبه بأمراض الأورام والثاني : أنه قابل للعلاج في حال اكتشافه بشكل مبكر وخاصة بعد أن توفرت جميع وسائل التشخيص والعلاج، الأمر الذي جعل التوعية حول هذا المرض أمراً مهماً في إطالة العمر والعيش حياة طبيعية.
إحصاءات عالمية
تشير الاحصاءات العالمية إلى أن عدد المصابين بارتفاع الضغط الشرياني لمن تتراوح أعمارهم ما بين 30- 79 سنة حوالي مليار و28 مليون شخص وأغلبهم من البلدان الفقيرة والمنخفضة الدخل.
الأهداف المرجوة
يتحدث المشاركون في الحملة الوطنية لفحص ضغط الدم التي تقيمها وزارة الصحة على مدى الشهر الحالي بالكامل حول ضرورة اتباع الأفراد لأنماط حياة صحية من خلال عرضهم لجملة من الحقائق الموجهة للمجتمع حول خطورة المرض وأهمية الكشف المبكر والممارسات التي تهدف لتحسين صحة الأفراد. وبحسب الدكتورة منار كامل مسؤولة التواصل في برنامج التلقيح الوطني أن الوزارة خصصت 874 مركزاً صحياً و399 فريقاً جوالاً وعشرات مراكز الإمداد على مستوى المحافظات لقياس ضغط الدم للمواطنين من عمر 18 سنة وما فوق.
وبيّنت الدكتورة كامل أن أهم أهداف الحملة هو تخفيض معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم بنسبة 33% خلال الفترة الزمنية التي بدأت عام 2010 ومستمرة حتى 2030 حيث يتم تقديم خدمة قياس الضغط في المراكز الصحية والفرق الجوالة ويتم تلقي المشورة الطبية المبكرة.
مشيرة إلى ضرورة هذه الإجراءات للسيطرة على موضوع ارتفاع ضغط الدم وكشفه بالوقت المناسب للتمكن من علاجه وتفادي مخاطره.
وخاصة أنه يصنف من ضمن الأمراض الخفيّة إذ يقدر نحو 46% من البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يعلمون أنهم مصابون به.
أسباب غير محددة
ومن الناحية الطبية تبين أن ارتفاع ضغط الدم يحدث عندما يكون الضغط في الأوعية الدموية مرتفعاً جداً ما بين 90 حتى 140 مم زئبقي أو أكثر، وتعتبر مضاعفات ضغط الدم هي أحد الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة في العالم، وخاصة أن الأشخاص المصابون به قد لا يشعرون بالأعراض وبالتالي الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان المرء مصاباً بارتفاع ضغط الدم هي فحص ضغط الدم بشكل متكرر. تقول الدكتورة منار كامل أن فرط ضغط الدم من أهم عوامل الخطورة للسكتة الدماغية سواء كان (نزفاً أم خثاراً) .وهو ما يطلق عليه احتشاء عضلة القلب وقصور القلب وهو أحد أسباب الإصابة بمرض الكلى المزمن. ولكن بالوقت نفسه لا يوجد أي سبب محدد للإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى معظم البالغين ويطلق عليه فرط ضغط الدم الأساسي الأولي، وهناك ضغط الدم الثانوي الذي يحدث بسبب حالة مرضية كامنة كالأمراض الغدية والكلوية.
رسائل إلى المجتمع
يسبب ضغط الدم المرتفع الصداع وتغيم الرؤية وألماً صدرياً وأعراضاً أخرى، ولكن بشكل عام فإن الطريقة الوحيدة للكشف عن ارتفاع الضغط هي اللجوء إلى قياس الضغط عند أحد العاملين الصحيين.
وعند كشف وجود الارتفاع تتم الإحالة إلى العيادة الداخلية في أحد المراكز الصحية للتأكد من التشخيص وإعطاء العلاج وتأمين المتابعة الصحية والعلاجية لتجنب الاختلاطات. وقد تبرز ضرورة العلاج الدوائي لدى الأفراد الذين تحدث تغيرات على اسلوب حياتهم. وعليه تبين مسؤولة التواصل في الرعاية الصحية الأولية أن إتباع عادات نمط الحياة الصحية يساعد في خفض مستوى ضغط الدم المرتفع مثل الامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي والابتعاد عن التوتر، كما أن التغيرات في نمط الغذاء يساعد على الوقاية من ارتفاع ضغط الدم ،ومنها تناول المزيد من الخضراوات والفواكه وممارسة المزيد من النشاط البدني وتخفيض الوزن و الحرص على أخذ الأدوية وفقاً لتعليمات مقدّم الرعاية الصحية والمتابعة المستمرة.
مسح مجتمعي
الرسائل المرجوة من الحملة هي أن يتم إجراء مسح مجتمعي لدراسة معدل ارتفاع ضغط الدم لدى الفئات المستهدفة ،حيث ستتم إحالة من يشتبه بإصابته بارتفاع ضغط الدم إلى العيادات المختصة للمتابعة والحصول على الإشراف الطبي والعلاج المطلوب. ولهذا يمكن التقليل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم عن طريق فحص ضغط الدم بانتظام وبشكل متكرر والحدّ من التوتر وتدبر الحالات الصحية الأخرى الموجودة لدى الأشخاص علاجياً.
ولهذا فإن مجال التوعية يأخذ جانباً احترازياً من خلال الرسائل المتعددة التي تطلقها الحملة ويأخذ جانباً احصائياً يبين من خلاله واقع هذا المرض لدينا.