الأطفال مكشتفون ومبدعون.. من اللحظة التي يستطيعون فيها استخدام حواسهم، يقومون على إخراج أنفسهم إلى العالم ليروا ويسمعوا ويتكلموا.. يكتشفون يلاحظون ويقلدون.. يحاولون معرفة كيفية عمل الأشياء والتحكم في أنفسهم وبيئتهم، عندما يرسم الطفل صورة يبدأ في التواصل بصرياً.. وعفوياً يطلق مشاعر الفرح ومشاركة تجربته.. ليتجاوز الفن اللغة اللفظية لتوصيل المشاعر التي قد لا يتم التعبير عنها بطريقة أخرى.
لأجل أطفال سورية.. وبرعاية ودعم في تنفيذه منذ قرابة عقدين من الزمن وبخطّة عمل مشتركة تتيح الاستفادة من الموارد المطلوبة والخبرات المتاحة.. وبروتوكولات عالمية معتمدة من الشركاء، تستند إلى الممارسات العالمية وتحدد جميع الإجراءات سواء في الكشف أو التشخيص والتدخل والتأهيل.. رسمت السيدة الأولى أسماء الأسد المسار للوصول وإطلاق البرنامج الوطني المتكامل للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة.
لأنهم أطفال سورية الغالية.. كان البرنامج الوطني حقيقة عمل استغرق إنجازه سنوات عديدة، عملت فيها أجهزة الدولة الرسمية ومؤسساتها المدنية والجمعيات الأهلية وخبراؤها.. برنامج وضع أساس العمل المشترك بما يتعلق في تدبير نقص السمع للجهات المعنية بالشأن الصحي، من مؤسسات حكومية ومنظمات وجمعيات أهلية.. برنامج دائم يتم تقييمه وتطويره بشكل مستمرمن أجل تقديم الخدمات بأفضل شكل ممكن.
إن اعتماد البرنامج على معايير واضحة في جميع مراحله، ووجود خطّة تنفيذية لاستمراره وتوسعه يجعل مساهمة المهتمين فعّالة وتصبّ بشكل مباشر في دفع البرنامج نحو غايته الأساسية، وتسهم في وصول الخدمات إلى أكبر عدد من المستهدفين.
لأن نجاحه في الحدّ من تأثير نقص السمع على مستقبل الطفل وعائلته والمجتمع، يعتمد على تضافر جهود المؤسسات الحكومية والمنظمات والجمعيات الأهلية والمجتمع ككل، كلّ حسب إمكانياته وتوجهاته.. فكلنا مسؤولون في التوعية والمساهمة في المسح السمعي للأطفال وخاصة حديثي الولادة.. وتقديم المعينات السمعية والتأهيل وخدمات الدعم والمشورة الأسرية.. دقائق تمكن آلاف الأطفال من الحياة الطبيعية.. بدل من أن نحرمهم حاسة السمع.. لكي يكون لكلّ طفل صوت يسمع..