الذي يشاهد عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية والحراجية وهي تحترق مع رؤية كيف يتعامل رجال الإطفاء معها خاصة في هذه الظروف المناخية الحارة التي تشهدها المنطقة لا يملك سوى رفع القبعة لهذه الفئة التي تعرض حياتها للخطر في سبيل حماية الممتلكات سواء كانت عامة أم خاصة.
في إحدى الدول المتقدمة وقف طفل صغير، وقال عندما سئل ماذا يعمل والده: إطفائي.
هنا وقف الجميع احتراماً وتقديراً والتصفيق الحار عمَّ القاعة.
نعم يحق لنا في سورية أن نفخر بكل إطفائي.. في ظل ظروف عمل صعبة وغياب مقومات وإمكانات العمل.
أما حرائق الغابات التي تأتي سنوياً على مساحات كبيرة من الغابات والتي تشكل رئة تمدنا بالأوكسجين.
مراراً وتكراراً أكدنا وفي كل مناسبة على ضرورة إشراك المجتمع الأهلي بحماية الغابات واستثمارها.. وبالتالي نحقق هدفين:
الأول عبر قيام المواطن بحراسة الغابة ومراقبتها عن قرب وبالتالي الحد إلى مرحلة كبيرة من الغابات سواء كانت مفتعلة أو عن طريق الإهمال.
الثاني يكون عبر استثمار الغابة وتقليمها من قبل المواطنين بشكل منظم، وبالتالي استفادة المواطن من الحطب.
ناحية أخرى لا تقل أهمية عن ذلك وهي عبر تنظيف الغابات من قبل المجتمع المحلي من الشوكيات والطفيليات التي تعدّ سبباً أساسيّاً في اشتعال النيران.. مع إمكانية استثمار هذه الغابات سياحياً.
هناك الكثير من الأفكار والأعمال التي يمكن للجهات الزراعية والحراجية القيام بها عبر مشاركة المجتمع المحلي.. وهذا بحد ذاته يمثل قيمة مضافة لتغيير السلوك.. وصولاً إلى الاندفاع الذاتي لدى كل مواطن بحماية الغابات والأشجار..
هي معادلة بسيطة تحتاج إلى قرار التشاركية العادلة بين طرفين لا أكثر ولا أقل ..
نحن نحتاج إلى إرادة و إلى قناعة .. وإلى قرار
نحتاج إلى من يفضل مصلحة الوطن وممتلكاته على مصالح شخصية ضيقة جداً..
وإلى أن نصل إلى هذه المرحلة المتقدمة نقول:
تصبحون على وطن معطاء تكالبت قوى الشر العالمي لتركيعه.. سواء بالحرب الإعلامية أو السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية.
نراهن اليوم على ذاتنا.. نراهن على منع أعدائنا من تحقيق أهدافهم عبر اللعب على أوتار خبيثة بعد أن احترقت كل أوراقهم ..