الثورة- رنا بدري سلوم:
أغاني الحصاد ومواسم القمح والخير وقطاف الزيتون ومواويل البحر والعتابا والميجنا، أغان تراثية سورية حفظناها عن ظهر قلب ستغنى بلغاتها المختلفة “السريانية والأرمنية والكردية الآشورية والشركسية والآرامية” في مهرجان الأغنية السورية التراثيّة الثاني الذي ينطلق اليوم ويستمر على مدى ثلاثة أيام في قصر العظم تحت رعاية وزارة الثقافة “مديرية المسارح والموسيقا”.
وفي تصريح لصحيفة الثورة شبّه معد ومؤسس المهرجان “إدريس مراد” التراث السوري الغنائي بقرص “نيوتن” متعدد الألوان، وعند دورانه يعطي لوناً واحداً هو لون الأبيض، وهنا تكمن جمالية الغناء السوري في تعدد ألوانه، ومن هذه الألوان جاء برنامج المهرجان، بدءاً من منطقة الجزيرة السورية حيث الغناء المردلي والكردي والأرمني، من دير الزور والرقة، مروراً بالمنطقة الوسطى والساحل وصولاً إلى الشام والسويداء وسهل حوران.
ويضيف مراد قائلاً: “شهدت الأرض العديد من الحضارات، تركت خلفها إرثاً ثقافياً عريقاً، ملوناً لا تشبه أي ثقافة على المعمورة، تختلف من منطقة إلى أخرى نتيجة اختلاف البيئة والتضاريس والأنهار القديمة كدجلة والفرات والبحر، هذا الاختلاف خلق تنوعاً جميلاً في الغناء السوري فإذا أخذنا الدلعونة مثلاً تغنى من منطقة الفرات إلى الساحل وإلى المنطقة الجنوبية وحوران، ولكن لكل منطقة خصوصية الأداء والروح المختلفة عن شقيقتها”.
وعما يميز المهرجان بيّن أن كل مغنٍ جاء من بيئته ليقدم الأغنية من روح وإحساس المنطقة، حيث يشارك في المهرجان 13 مغنياً على مدى ثلاثة أيام، اليوم الأول “سليمان حرفوش، هيا الشمالي، ماري هوسبيان، بشار نظام”، اليوم الثاني “فادي علي، لانا هبراسو، ريناس اليوسف، اسكندر عبيد”، اليوم الثالث “شادي رزوق، يوسف الجادر، وائلة رمضان، شغف الجادر، آلان مراد”، أما الفرقة الموسيقية فهي بقيادة المايسترو نزيه أسعد.