الثورة- آنا عزيز الخضر:
المونودراما عالم غني، رغم أنه يعتمد على شخصية واحدة، إﻻ أن عالمها يمنح المبدع آفاقاً واسعة، خصوصاً في المسرح السوري، الذي يوليها اهتماماً مميزاً، وبات لها مهرجاناتها الدورية، التي يتنافس عبرها المبدعون السوريون لتقديم رسائلهم المسجونة بهموم الواقع ومشاكله، مثلما عودنا المسرح السوري دوماً في ارتباطه والتزامه بمسؤوليته تجاه مجتمعه، نموذجاً عن تلك العروض.
«تكات»
تأليف وإخراج «محمد تلاوي» هو نص له خصوصية من حيث الطرح، فهو حالة حول الوطن بكلّ مكوناته الاجتماعية والاقتصادية بشقيها المادي والمعنوي.. حول العمل تحدث المخرج «محمد تلاوي» قائلا :يحاكي العرض طموح الشباب وهواجسهم ومشاكلهم وهمومهم كما الصعوبات التي تتربص بمسيرتهم، في ظلّ هذه الظروف الصعبة.. جسدت العرض شخصية نور، التي تؤديها الممثلة «غدير حمشو» وهي شخصية تعيش في بيت كبير، وتمرّ على شخصيات كثيرة، تتحدث عنهم تارة، وتحاورهم تارة أخرى، وتتقمص بعضها عبر محاور متشابكة ومعقّدة، يعيشها الشباب الطامح ، دون الوصول إلى ما يريد، إذ يتم تسليط الضوء على جوانب يملؤها الظلام وجوانب تعيق رحلة البناء والتطوير ،فهناك فاسدون يعبثون بمستقبلهم، يشوهون عمل عقارب الساعة على مزاجهم وفقاً لمصالحهم الشخصية، حتى تصبح تكات الساعة مجرد وقت يمضي، وصوت أجوف، هو مدعاة للضحك والسخرية ، يذكرنا بالخيبات التي أصابت عقولنا وقلوبنا،هنا تتصاعد أحداث العرض المسرحي بالتنديد بأنفسنا، فعلينا أن ننظر لمرآتنا، ونرى العيوب، لنصلح الفساد، و لنعيد عقارب الساعة لمسارها الصحيح، فالساعة نحن من يحدد مسارها بالعمل والبناء ، وننجز مهامنا، لتتحد طموحات الشباب مع من بيدهم يد الإصلاح ضد جميع الفاسدين، ومن يضعون العصي بالعجلات ، حينها ستسمع تكات ساعتنا للعالم بأجمعه.
«تكات» نص جريء هو كلمة حق وصرخة كلّ من يريد أن يرى إبداع شبابنا وفتياتنا في المقدّمة وفي النور،لأن ابداعنا هومن يحمي الوطن، ابداعنا من يبني الوطن، حيث يجب دعم الشباب، دعماً حقيقياً وإفساح المجال أمامهم، ليقدموا الكثير، لأنهم الطاقة الحقيقية في المجتمع، وتجنيبهم كلّ القيم السلبية التي تضرّ بمسيرتهم، ليكون الابداع حراً وجرئياً.